[ 2 ] كلمة المصحح عرف الوجيه محمد كاظم الشيخ صادق الكتبى صاحب المكتبة والمطبعة الحيدرية في النجف الاشرف بحرصه الشديد على نشر آثار السلف الصالح من أساطين الدين وعلماء المسلمين، فقد نشر كثيرا من نفائس المؤلفات ومهام الاسفار مما لم يطبع بالمرة أو طبع وندر وجوده، وقد أسدى بذلك خدمة كبيرة للمكتبة العربية عامة والهيئة في النجف خاصة، إذ لولا اهتمامه باحيائها ونشرها لضاعت كما ضاعت مآت الكتب من قبل. ولا يزال هذا الرجل النشط مجدا في نشر الآثار الجليلة على نفقته الخاصة مع قلة المساعدين وندرة المشجعين، والذى ألاحظه ويلاحظه كل من له صلة أو معرفة به ان كل المثبطات لم تستطع أن تضعف همته أو تقف حاجزا دون رغبته الجامحة وروح التضحية عنده، فالكتاب العراقى مظلوم في بلاده ظلامة ليس لها نظير في بابها، والعراق على العموم بلد عقوق ونكران جميل، ومثل هذه الامور تصدم الانسان عادة وتقلل من رغبته في الخدمة، اما الذين يعملون رغم كل ذلك ويضحون بكل غال ورخيص في سبيل الخدمة باخلاص، قانعين برضا ضمائرهم، ومكتفين بما تسجله لهم الاجيال القادمة ويخطه التاريخ في صفحاته فهم قليلون جدا ولا يتجاوزون عدد الاصابع كثيرا. ولا أرانى مبالغا لو قلت بأن صاحب المطبعة الحيدرية من اولئك الافراد القلائل، فهو وان كان تاجرا يعمل ليربح الا أنه لم يكن ليحصر عمله ويجند ________________________________________