[ 55 ] والحذر، بدليل وجود التعظيم والزيارة له والميل بالقلوب من حيث ظهروا الى الان، وكلما جأ الامن زاد التعظيم وكبر (2)، وهذا كاف إن شأ الله تعالى، وستأتي أحاديث تدل على هذا ذكر ت في مواضعها (2). ________________________________________ (1) في (ط) كثر. (2) وقال ابن ابي الحديد: ان عليا لما قتل قصد بنوه ان يخفوا قبره خوفا من بني أمية ان يحدثوا في قبره حدثا فأ وهموا الناس في موضع قبره تلك الليلة وهي ليلة دفنه، إيهامات مختلفة، فشدوا على جمل تابوتا موثقا بالحبال يفوح منه روائح الكافور وأخرجوه من الكوفة في سواد الليل صحبة ثقاتهم يوهمون انهم يحملونه الى المدينة يدفنونه عند فاطمة (عليها السلام) وأخرجوا بغلا وعليه جنازة مغطاة يوهمون انهم يدفنونه بالحيرة، وحفروا حفائر عدة، منها بالمسجد، ومنها بر حبة القصر (قصر الامارة)، ومنها في حجرة من دور آل جعدة بن هبيرة المخزومي، ومنها في اصل دار عبد الله بن بريد القسري بحذاء باب الوراقين مما يلي قبلة المسجد، ومنها في الكناسة، ومنها في الثوبة، فعمى على الناس موضع قبره، ولم يعلم دفنه على الحقيقة الا بنوه الخواص والمخصلون من اصحابه، فأنهم خرجوا به (عليه السلام) وقت السحر في الليلة الحادية والعشرين من شهر رمضان، فدفنوه على النجف بالموضع المعروف بالغري بوصاية منه (عليه السلام) إليهم في ذلك وعهد كان قد عهد إليهم، وعمي موضع القبر على الناس، وأختلفت الاراجيف في صبيحة ذلك اليوم اختلافا شديدا، وأفترقت الاقوال في موضع قبره الشريف وتشعبت، وأدعى قوم ان جماعة من طي وقعوا على جمل من تلك الليلة، وقد أضله أصحابه ببلادهم، وعليه صندوق فظنوا فيه مالا، فلما رأوا ما فيه خافوا ان يطالبوا به، فدفنوا الصندوق بما فيه، و نحروا البعير وأكلوه، وشاع ذلك في بني أمية وشيعتهم وأعتقدوه حقا، فقال الوليد بن عقبة من أبيات يذكر بها الامام (عليه السلام): فإن يك قد ضل البعير بحمله * فما كان مهديا ولا كان هاديا انظر: تحفة العالم: 251. ________________________________________