[ 46 ] قرأت بخط ابي الوفأ بن عقيل قال: جئ (1) بابن ملجم الى الحسن (2) قال له (3): اني أريد ان أسارك بكلمة، فأبى الحسن (4) وقال: انه يريد ان يعض اذني، فقال ابن ملجم: والله لو مكنني منها لاخذتها من صماخه !. فإذا كان هذا فعاله في الحال التي هو عليها مترقبا للقتل وحقده كذي (5) فكيف يكون من هو محل الرابطة ؟ !. فهذه حال الخوارج الذين يقضون بذلك حق انفسهم، فكيف يكون حال اصحاب معاوية بن أبي سفيان وبني أمية والملك لهم (6) والدولة إليهم، ملاك زمامها، وعلى رؤوسهم منشور اعلامها، يجبى إليهم ثمرات التقربات ويرون المبالغة في اعفأ الاثار من اعظم القربات، ويدل على الاول ما ذكره عبد الحميد ابن ابي الحديد في (شرح النهج البلاغة) (7) فقال: قال أبو جعفر الاسكافي: ان ________________________________________ (1) قال الطبري: ولما قبض امير المؤمنين (عليه السلام) بعث الحسن الى ابن ملجم فأحضره، فقال للحسن: هل لك في خصلة إني أعطيت الله عهدا أن لا أعاهد عهدا إلا وفيت به، وإني عاهدت الله عند الحطيم أن أقتل عليا ومعاوية أو أموت دونهما، فإن شئت خليت بيني وبينه، فلك علي عهد الله أن لم أقتله وبقيت إن اتيك حتى أضع يدي في يدك. فقال له الحسن: لا والله حتى تعاين النار، ثم قدمه فقتله، وأخذه الناس وأدرجوه في بواري وأحرقوه بالنار. وقال المفيد في الارشاد: أستوهبت ام الهيثم بنت الاسود النخعية جيفته منه لتتولى إحراقها. فوهبها لها فأحرقتها بالنار. وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن أبي اسحاق الهمداني: رأيت قاتل علي بن أبي طالب يحرق بالنار في أصحاب الرماح. اعيان الشيعة: 1: 534. (2) في (ط) (عليه السلام). (3) سقطت من (ط). (4) في (ط) (عليه السلام). (5) في (ط) الى هذه الغاية. (6) في بيد هم هم (7) شرح نهج البلاغه 4: 73، أرشاد القلوب: 439، بحار الانوار 100: 307. ________________________________________