[ 161 ] علي، حتى تنبشوه وتجيئوني بأقصى ما فيه !، فمضينا الى الموضع فقلنا دونكم وما أمر به، فحفر الحفارون وهم يقولون لا حول ولا قوة إلا بالله في انفسهم، ونحن في ناحية، حتى نزلوا خمسة أذرع فلما بلغوا الى الصلابة قال الحفارون: قد بلغنا الى موضع صلب وليس نقوى بنقره، فأنزلوا الحبشي، فأخذ المنقار فضرب ضربة فسمعنا لها (1) طنينا شديدا في البرية (2)، ثم ضرب ثانية، فسمعنا طنينا أشد من ذلك، ثم ضرب الثالثة فسمعنا طنينا اشد مما تقدم، ثم صاح الغلام صيحة، فقمنا وأشرفنا عليه وقلنا للذين كانوا معه سلوه ماله (3)، فلم يجبهم وهو يستغيث، فشدوه وأخرجوه بالحبل، فإذا على يده من أطراف أصابعه الى مرفقه دم ! لا يكلمنا ولا يخبر جوابا، فحملناه على البغل ورجعنا طائرين، ولم يزل لحم الغلام ينثر من عضده وجسمه (4) وسائر شقه الايمن، حتى انتهينا الى عمي فقال: أيش ورأكم ؟ فقلنا: ما ترى ! وحدثناه بالصورة، فالتفت الى القبلة وتاب عما هو عليه ورجع عن مذهبه (5)، وتولى وتبرأ، وركب بعد ذلك في الليل الى علي بن مصعب بن جابر فسأله ان على القبر صندوقا، ولم يخبره بشي مما جرى، ووجد من طم الموضع وعمر الصندوق عليه، ومات الغلام الاسود من وقته (6). ________________________________________ (1) سقطت من (ط). (2) في (ط) البر. (3) في (ط) ما باله. (4) في (ق) جنبه. (5) في (ط) المذهب. (6) ذكره في التهذيب 6: 111 / 16، زينة المجالس 1: 492، المناقب 2: 349، بحار الانوار 42: 311 / 1. (*) ________________________________________