[ 6 ] المذاهب أربعة أنفس فحسب، وليس هذا التحديد في كتابكم ولا شريعة نبيكم. ثم ومن العجب انى رأيت في اتباع هؤلاء الاربعة من هو أعلم منهم بكثير. وما أدى كيف صار الاقتداء والاسم لاولئك الاربعة. وهلا كان كل واحد من علماء الاسلام الذين مثل أولئك الاربعة أو أفضل منهم يكون قوله والاقتداء به مثل هؤلاء ؟ ثم أيها المسلمون ان كان اصحاب كل واحد من هؤلاء الاربعة ما اهتدوا إلا بهم ولا عرفوا الشريعة حتى ظهر الذي اقتدوا به. فكيف كانت حال آبائهم وأسلافهم ؟ فيلزم أن يكون سلف هؤلاء الاتباع قد كانوا ضالين حيث لم يكن لهم واحد من هؤلاء الاربعة. وان كان قد كان لسلفهم مثل واحد هؤلاء الاربعة أو أفضل فهلا كان اقتداء باولئك الاوائل والاسم لهم ؟ ثم قد وقفت على ذم كل فرقه منهم لرئيس الفرقة الاخرى ولفتاويه ولوم جماعته بما أن لو ذكرته طال شرحه، فلينظر ذلك في مواضعه، ويسال كل فرقة عن الاخرى. ومما دل أنهم تبعوا هؤلاء الاربعة الائمة عندهم عصبية ومراقبة لطلب الخبز واللحم والوظائف التي في المدارس المنسوبه إليهم والربط قول الموصوف عندهم بأنه حجة الاسلام محمد بن محمد بن أحمد الغزالي في كتاب (الجام العوام عن علم الكلام)، وهو كتاب وجدته واصله في وقف الزيدى ببغداد، ويذكر أنه آخر كتاب صنفه الغزالي، ولاشبهه بأنه آخر العمر وقرب الموت يكون الانسان اقرب الى الحق فقال في خطبته ماهذا لفظه: اعلم أن الحق الصريح الذي لا مراء فيه عند أهل البصائر هو مذهب السلف أعنى الصحابة والتابعين. أولا تراه قد نبه على اسقاط الاقتداء بالاربعة المذاهب المذكورة. ثم قلت لبعض المسلمين: فهل ههنا مذهب خامس أو اكثر ؟ فقيل: بل ________________________________________