[ 5 ] جل جلاله عليه بطريق رسوله صلوات الله عليه على الاسرار، أسبابا لغلط المنجمين غير ما ذكروه من الاعذار، وسيأتي سبب غلطهم في مضمون ما نذكره من الاخبار، ان شاء الله. (فصل) ومن أعجب ما وجدته من تمويه المنجمين في هذه الاوقات الذي يتمشى على الملوك والاعيان وذوي المقامات، شئ ما عرفت ان أحدا سبقني الى كشفه، وذكرت ذلك لبعضهم ولغيرهم فما رأيت لهم عذرا في التمويه الذي أشرت الى وصفه، وذلك انهم يكتبون تقاويم السنة نسخة واحدة في سعودها ونحوسها وممتزجاتها فينفذون كل تقويم الى واحد مع علمهم ان مواليد الذين ينفذون إليهم التقاويم وطوالعهم مختلفة في نحوسها وممتزجاتها وسعاداتها، فيمكن ان يكون سعود واحد نحوسا لسواه ونحوس انسان سعودا لمن عداه ويمكن أن يكون سعود واحد ونحوسه ممتزجا خلاف من يجري مجراه فيقبل الناس التقاويم المتفقة في المواليد المختلفة منهم وتبتاع منهم، وقد استمر ذلك على مدة الدهور، وتسنى ما فيه من التمويه المستور، حتى بعث واحد من المنجمين الاعيان الي تقويمين واعتد بهما فاعدتهما وعرفته ما في ذلك من التمويه بهما. (فصل) وقد كان ينبغي أن يكون تقويم كل واحد ممن يحتاج الى التقويم، على مقتضى مولده وطالعه وتحويل سنته ليكون أقرب الى الصراط المستقيم، وكان مراد المنجم من تقويمه مجرد ذكر ان في النجوم سعدا وفيها نحسا وفيها ممتزجا من غير أن يقصد انتفاع من يحمل إليه ________________________________________