[ 250 ] مخلاته ثلاثة ازر يمانية حمراء وعمامة وثوبين ومنديلا فاخذها الشيخ وكان عنده قميص خلعه عليه مولانا أبو الحسن ابن الرضا عليه السلام، وكان له صديق يقال له عبد الرحمان ابن محمد السرى وكان شديد النصب وكان بينه وبين القاسم نضر الله وجهه مودة في أمور الدنيا شديدة وكان يواده وكان عبد الرحمان وافى الى آران للاصلاح بين ابي جعفر ابن حمدون الهمداني وبين حيان العين فربما حضر عنده فقال لشيخين كانا مقيمين عنده احدهما يقال له أبو حامد عمران بن المفلس والآخر يقال له أبو علي محمد اريد ان أقرأ هذا الكتاب لعبد الرحمان فانى احب هدايته وارجو ان يهديه الله عز وجل بقراة هذا الكتاب فقال لا اله الا الله، هذا الكتاب لا يحتمل ما فيه خلق من الشيعة فكيف عبد الرحمان، فقال اني أعلم اني مفش سرا لا يكون لي اعلانه ولكن لمحبتي عبد الرحمان اشتهي ان يهديه الله لهذا الامر، فاقرأه له فلما مر ذلك اليوم وكان الخميس لثلاث عشرة ليلة خلت من رجب سنة اربع وثلثماثة دخل عبد الرحمان وسلم عليه، فقال له اقرأ هذا الكتاب وانظر لنفسك فقرأه فلما بلغ الى موضع النعي به رمى الكتاب من يده وقال للقاسم يا ابا محمد اتق الله فانك رجل فاضل في دينك متمكن من عقلك، ان الله يقول (وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس باي ارض تموت) ويقول (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احدا) فضحك القسم وقال اتم الاية (إلا من ارتضى من رسول) ومولاي هذا المرتضى من رسول، قد علمت انك تقول هذا ولكن ارخ ________________________________________