[ 234 ] (ع) وكنا نسير في فنا داره قلت وما شانه قال ان كان مخلوق يعلم الغيب فهو قلت وكيف ذاك قال اخبرك عنه باعجوبة لن تسمع بمثلها ابدا ولا غيرك من الناس ولكن لي الله عليك كفيل وراع ان لا تحدث بهذا الحديث ابدا فانى رجل غريب ولي معيشة عند السلطان وبلغني ان الخليفة استقدمه من الحجاز فرقا منه لئلا تنصرف وجوه الناس إليه فيخرج هذا الامر عنهم يعني عن بنى العباس، قلت لك علي ذلك فحدثني وليس عليك في ذلك باس انما انت رجل نصراني لا يتهمك احد مما تحدث به من هؤلاء قال نعم اعلمك انى لقيته منذ ايام وهو على فرس أدهم وعليه ثياب سود وهو أسود اللون، فلما بصرت به وقفت اعظاما له وقلت في نفسي لا والمسيح ما خرجت من فمي لواحد من الناس، ثياب سود ودابة سوداء ورجل اسود سواد في سواد، فلما بلغ الي نظر الي واحد النظر وقال قلبك اسود مما ترى عيناك من سواد في سواد قال ابى رحمه الله فقلت له فما قلت له قال سقط في يدى فلم احر جوابا فقلت له أفما ابيض قلبك قال الله اعلم قال ابى فلما اعتل يزداد بعثا لي فحضرت عنده فقال ان قلبي قد ابيض بعد اسوداده فانا اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا رسول الله وان علي بن محمد حجة الله على خلقه وناموسه الاعظم، ثم مات في مرضه ذلك، فحضرت الصلوة عليه رحمه الله، ومن ذلك ما رويناه باسنادنا الى الشيخ سعيد بن هبة الله الراوندي، في كتاب الخرائج والجرائح، قال ان هبة الله بن ابى منصور الموصلي قال كان بديار ربيعة كاتب لها نصراني ________________________________________