[ 32 ] حثا عظيما على التلزم بأطناب (1) سرادقات (2) منشئ الاحياء ومفني الاموات، وواهب الاقوات، ومالك الاوقات، حتى لقد كدت أن أجدني كالمضطر إلى الوقوف بمقدس جنابه، والمحمول على مطايا لطفه وعطفه إلى العكوف على شريف بابه. وأشهد أن لا اله الا هو، شهادة تلقاها العقل من مولى رحيم كامل القدرة، وعرف ورودها (3) من جناب رسول كريم قائل: " كل مولود يولد على الفطرة " (4) فجاءت الينا بخلع الامان، ومعها لواء الولاية على دوام العناية بدار الرضوان. ووجدت قلب مملوكه إليها وامقا (5)، ولها عاشقا، ولا يسمح أن يراه واهبها لها مفارقا، فمد يد السؤال إلى مالك الرفد والوعد بالسعد والاقبال، في ان يعينه على عمارة منزل يصلح لجلا لها، وتهيئة فراش رحمة يليق بجمالها. فرجعت يدا بنجاز الوعود مملوءة من نفقات عمارة منزل السعود، وعليها فراش نعمة يصلح لاستيطان توحيد مالك الكرم والجود. فعمر لها من شرف بها منزل الاستيطان، وبسط لها ما يختص بها من فراش التعظيم بما وهبه مولاه من الامكان. فأقامت ________________________________________ (1) الطنب: حبل الخباء، والجمع اطناب. الصحاح - طنب - 1: 172. (2) السرادق: ما يمد فوق سطح الدار. انظر الصحاح - سردق - 4: 1496. (3) أي ورود الشهادة. (4) رواه الحلي في مختصر بصائر الدرجات: 160 - 161، والبخاري في صحيحه 2: 125، والترمذي في سننه 4: 447 / ذيل الحديث 2138، ومالك بن أنس في الموطأ 1: 241 / 52، والطيالسي في مسنده: 319 / 2433، واحمد في مسنده 2: 223، 275، 393، 410، و 3: 353، والبيهقي في سننه 6: 202، والديلمي في الفردوس 3: 248 / 4730، 4731. (5) وامقا: أي محبا من دون ريبة. انظر لسان العرب 10: 385. ________________________________________