[ 425 ] وأجللت (1) فيه من ليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر، ثم آثرتنا (2) به على سائر الامم، واصطفيتنا بفضله دون أهل الملل (3). فصمنا بأمرك نهاره، وقمنا بعونك ليله، متعرضين (4) بصيامه وقيامه، لما عرضتنا له من رحمتك، وسببتنا (5) إليه من مثوبتك، وأنت الملئ بما رغب فيه إليك، الجواد بما سئلت من فضلك، القريب إلى من حاول قربك. وقد أقام فينا هذا الشهر مقام حمد وصحبنا صحبة سرور (6)، وأربحنا أفضل أرباح العالمين، ثم قد فارقنا عند تمام وقته، وانقطاع مدته، ووفاء عدده. فنحن مودعوه وداع من عز فراقه علينا وغمنا (7)، وأوحش (8) انصرافه عنا، ولزمنا له الذمام (9) المحفوظ، والحرمة المرعية، والحق المقضي، فنحن قائلون: السلام عليك يا شهر الله الأكبر، ويا عيد أوليائه الأعظم، السلام عليك يا أكرم مصحوب من الأوقات، ويا خير شهر في الأيام والساعات، السلام عليك من شهر قربت فيه الامال، ويسرت (10) فيه الأعمال، السلام عليك من قرين جل قدره موجودا، وأفجع فقده مفقودا (11). السلام عليك من أليف (12) آنس مقبلا فسر، وأوحش مدبرا فمض (13)، ________________________________________ 1 - أجللت: عظمت. 2 - آثرته: فضلته. 3 - الأديان (خ ل). 4 - متعرضين: متصدين وطالبين. 5 - تسببنا، ندبتنا، تسبتننا، نسبتنا (خ ل). 6 - صحبة السرور، صحبة مبرورة (خ ل). 7 - فهمنا (خ ل). 8 - أوحشنا (خ ل). 9 - الذمام: العهد. 10 - نشرت (خ ل). 11 - فراقه مفقودا (خ ل)، ومرجو ألم فراقه (خ ل). 12 - أليف: أنيس. 13 - منقضيا فامر، فامض (خ ل)، أقول: مض: الم وحزن. ________________________________________