[ 50 ] الفصل الحادي والسبعون: وليس بغريب من قوم لم يحفظوا ألفاظ الاذان وهي تتلى عليهم في كل يوم وليلة مرات على سبيل الاعلان حتى اختلفوا في صفاتها أن يضعوا كثيرا من نصوص الامامة مع ميلهم وحسدهم وعداوتهم إلى جحودها، وقطعهم لروايتها، وقد رأيناهم أهملوا ما هو عندهم من المهمات مثل موضع قبر عثمان وقد كان قتله من الامور المشهورات، ومثل جهلهم بقبر عائشة التي هي عندهم من أفضل الامهات، وغير ذلك من الامور المهمات فكذا أهملوا النصوص على أبيك عليه السلام كإهمالهم أمثالها لاجل الحسد والعدوان. الفصل الثاني والسبعون: واعلم يا ولدي محمد ملأ الله جل جلاله قلبك نورا ووهبك تعظيما لقدره ونعيما وملكا كبيرا، أن الانبياء عليهم السلام ما بعث أحد منهم بعبادة الاصنام ولا عبادة شمس ولا قمر ولا نور ولا ظلمة ولا حجر ولا شجر ولا عبادة غير فاطرهم وخالقهم ورازقهم وورد النقل عنهم أنهم كانوا مائة ألف نبي وأربعة وعشرين ألف نبي صلوات الله عليهم كل واحد منهم كان هاديا وداعيا إليهم ومع هذا كله فإن أكثر الخلايق ضلوا عن هؤلاء الانبياء الماضين وعبدوا غير رب العالمين فلا عجب أن تضل أكثر هذه الامة عن واحد من جملة مائة ألف وأربعة وعشرين ألف نبي قد وقع الضلال عنهم وادعى عليهم أتباعهم ما لم يقع منهم بل لو لم تضل أكثر هذه الامة كان ذلك ناقضا للعادات وخلاف ما يقتضيه طباع البشر واختلافهم في الاعتقادات. ________________________________________