[ 29 ] الله تعالى إليها بغير واسطة من الرجال حتى يهون عليها رمي ولدها ومهجة فؤادها في البحر والاهوال، فلا تقصر همتك يا ولدي محمد عن غاية بلغ إليها حال النساء الضعيفات واطلب ذلك ممن قال جل جلاله (أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات) الفصل السادس والاربعون: واعلم يا ولدي محمد ضاعف الله جل جلاله لك شرف عنايته وتحف كرامته أن تشريف الله جل جلاله لك بتكليف معرفته ومعرفة رسوله صلوات الله عليه والائمة من ذريته عليهم السلام ومعرفة شريعته والقيام بوظايف عباداته من أعظم ممنه جل جلاله عليك وإحسانه إليك التي لا يقوم لها شكر الشاكرين ولا يقضي حقوقها اجتهاد المجتهدين فإن الارض التي خلقت وخلقنا منها لو قيل لها وهي تراب تمن أقصى آمالك لعل كان يكون أقصى أمنيتها أن يحييها الله جل جلاله بالماء والنبات والاشجار والازهار فهذا حيات الارض والتراب فبلغ فضل الله جل جلاله على ابن آدم المخلوق منها إلى أن رفع الله جل جلاله عن دنائة تلك الاسباب وجعله أهلا أن يدله على مقدس معرفته وحقوق نعمته ويتشرف بخدمته ويكرمه بمشافهته ومجالسته ويهيئ له السماوات والارض وما فيها من المنافع بيد قدرته ويستخدم في مصالحه وسعادته مقدس علمه وإرادته حتى يبلغ إلى أنه يتولى تدبيره ورحمته في جسده بثوب طهارته. الفصل السابع والاربعون: ثم جعلك الله جل جلاله يا ولدي محمد وساير المكلفين أهلا أن يكتب إليكم كتابا من مقدس جلالته وعظيم ربوبيته مع ________________________________________