[ 195 ] ولا عرض في بالي أن أوجه الناس إلى غيره أي أن وجوه الناس وأعيانهم يرضون بالتقية ويحبون الحياة الدنيوية ويوافقون الرعاع والطغام على ما استعجلوا به في السقيفة مع قرب عهدهم بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وبالاسلام وحقوقه التي لا يحسن حجودها عند ذوي الافهام ولقد رأيت في تواريخ أهل الوفاء أن هرمزا مات ولم يخلف ولدا ذكرا وإنما خلف حملا فوفى أصحابه له حتى وضعوا تاج الملك على بطن امرأته الحامل وترقبوا ولادتها حتى ولدت وملكوا ابنته عليهم ولقد رأيت في التواريخ أن جماعة من الملوك لم يخلفوا ذكرا وخلفوا امرأة فوفوا لمن أحسن إليهم وملكوا ابنته عليهم، ولقد رأيت في التواريخ أن خلفاء بني العباس بايع أوليائهم جماعة من أولادهم بالخلافة وهم أطفال غير بالغين وفاء لأحسان آبائهم الماضين، ولقد رأيت في التواريخ وفي حياتي من أولاد المشايخ المتقدمين في رباط أو مسجد أو مقام من المقامات يراعى أولادهم ويرتبون في مقامهم وإن كانوا غير كاملي الصفات وفاء للأموات فلأي حال كان محمد صلى الله عليه وآله عندهم دون طبقة من تلك الطبقات وهو كما قال (مهيار) رحمه الله: ما برحت مظلمة دنياكم * حتى أضاء كوكب في هاشم بنيتم به وكنتم قبله * سرا بموت في ظلوع كاتم وصار كل ملك مسالم * يقول هل من ملك مقادم وإنهم يتركونه قبل دفنه والصلاة عليه وقبل إقامة حقوق مأتمه ومصيبته والحزن عليه أيجازونه بإهمال حقوق إحسانه وتصغير شأنه والتعصب على عترته ________________________________________