[ 149 ] غاية المجهود وما رأيت لتأخر هذا المحتشم عظيم الشأن عن إصلاح الاسلام والايمان وقطع دابر الكفار وأهل العدوان مثل تعلق الخاطر بتلك الاشياء المحقرات فكيف يعتقد من يكون بهذه الصفات أنه عارف بحق الله جل جلاله وحق رسوله صلى الله عليه وآله ومعتقدا إمامته على الوجه الذي يدعى المغالات والموالات لشريف معاليه. ومنها: أنني وجدت من يذكر أنه يعتقد وجوب رياسته والضرورة إلى ظهوره وإنفاذ أحكام إمامته لو واصله بعض من يدعي أنه عدو لإمامته من سلطان وشمله بإنعامه كان قد تعلق خاطرة ببقاء هذا السلطان المشار إليه وشغله ذلك عن طلب (المهدي) عليه السلام وعما يجب عليه من التمني لعزل الوالي المنعم عليه. ومنها: أنني وجدت من يدعي وجوب السرور بسروره والتكدر بتكدره صلوات الله عليه يقول إنه معتقد أن كل ما في الدنيا قد أخذ من يد (المهدي) عليه السلام وغصبه الناس والملوك من يديه ومع هذا لا أراه يتأثر بذلك النهب والسلب كتأثره لو أخذ ذلك السلطان منه درهما أو دينارا أو ملكا أو عقارا فأين هذا من الوفاء ومعرفة الله جل جلاله ورسوله صلى الله عليه وآله ومعرفة الاوصياء. ومنها: أنني قلت لبعض من يدعي الحرص على ظهوره والوفاء له والتأسف عليه ما تقول لو نفذ إليك (المهدي) عليه السلام وقال لك إني قد عرفت من جهة آبائي عليهم السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله بطريق ________________________________________