[ 9 ] الى حلاوة ما وعدتها فلراعتنها، ولم يكن قد خطر ببالها أن هذه الوعود زائفة سوف تكون هبأ منثورا، وهي وان تحققت فلم تكن الدنيا قد بقيت لاحد، ولو بقي عليها أحد لكانت للانبيأ أحق بالبقأ وأولى بالرضا، غير أن الله خلق الدنيا للبلا، وخلق أهلها للفنأ، فجديدها بال، ونعيمها مضمحل، وسرورها مكفهر، فتمادت في غيها واصرارها، وآثرت أطمار الذلة وفي ظل الجبابرة. وكانت نتيجة تكالب ذلك الدجل والنفاق قد زلزلت الافئدة، وخيل للناس كأن الشمس قد كسفت، وان النجوم قد غارت وتناثرت، وان السمأ تمطر دما، وهواتق الجن يسمعئنها من كل جانب صارخة: لقد قتلتم ابن نبيكم، واستأصلتم عترة رسولكم، فانتظروا العذاب والخزي في الدنيا والاخرة. أما صاحب هذه الذكرى الخالدة فد احتل كل قلب يبتسم للحق والخير والعدالة ونصرة الضعيف والمظلوم، ويحقد على الظالمين والطغاة المستبدين والخونة والمنافقين، ويضحي في سبيل الله - تعالى بنفسه وبكل ما يملك من مال وبنين. ومهدت له الارض التي تشرفت بوط قدمه لها مرقدا مباركا يفد إليه المسلمون من كل فج عميق لتبقى قصة آلامه المثيرة حديث الاجيال والاعوام. بيد ان الستار لم يسدل حتى تتبدل الارض ومن عليها فقد قيض الله تعالى رجالا ونسأ لدحض الباطل واعلا كلمته. فلم تمض بطلة الرسالة الطاهرة الا بعد أن أفصدت على الطغاة المستهترين لذة النصر، وسكبت قطرات من السم الزعاف في كؤوس الظافرين، فكانت لهم فرحة لم تطل، وكان نصرا مؤقتا لم يلبث أن ________________________________________