[ 30 ] وقيل: جعل اللسان في الانسان واحدا وكل من السمع والبصر اثنين ليكون كلامه اقل مما يسمع ويبصر. 34 - قال أمير المؤمنين رضى الله عنه: المرء عدو لما جهله. أقول: عدو الرجل من يفرح بحزنه ويحزن بفرحه. يعنى - ان من لم يعلم شيئا لا يحبه ولا يميل إليه قلبه، بل يريد عدمه رأسا الا ترى ان الكفار يعادون الانبياء والجهال العلماء ؟ ! لجهلهم ما هم عليه من الشمائل وعدم رؤيتهم ما فيهم من العلوم والفضائل. 35 - قال أمير المؤمنين رضى الله عنه: رحم الله امرء عرف قدره ولم يتعد طوره.. أقول: الرحمة رقة القلب وانعطافه فإذا اسند الى الله تعالى يحمل على الغاية والاثر وهو الاثابة والاحسان يقال: عدا طوره امى جاوز حده ويجئ الطور بمعنى التارة ومنه قوله تعالى: وقد خلقكم أطوارا (1) قال الاخفش: طورا علقة وطورا مضغة، وقد يجئ بمعنى الحال ومنه قولهم: الناس أطوار اي اصناف على حالات شتى، كأن امير المؤمنين رضى الله عنه دعا لمن يعرف مقداره ولم يتجاوز منه حثا للناس عليه واشارة الى انه حسن في نفسه. ________________________________________ (1) - آية 14 سورة نوح. ________________________________________