[ 4 ] ظاهرة وباطنة وجب أن نبحث (1) عن ماهية الادراك واقسام المدركات. البحث الثاني في ماهية الادراك ادراك الشئ هو ان تكون حقيقته متمثلة عند المدرك يشاهدها ما به يدرك (2) والمراد بتمثل الحقيقة عند المدرك حضور مثال الحقيقة في ذات المدرك ان لم يكن ادراكة بتوسط آله، أوفى آلته إن كان الادراك بتوسط الآله: وبيان ذلك ان الحقائق المدركة اما كليات أو جزئيات، اما الكليات فالمدرك العقل بذاته فقط من دون توسط آله، واما الجزئيات وان ادركها العقل لكن لا بذاته بل بتوسط ادراكات جزئية لقوى اخرى هي آله له (3) وهى المسماة بالحواس ولكل واحد منها أيضا آلة فحيث حصل مثال الشئ المدرك في آلة الحس ولاقاه وشاهده فتلك المشاهدة هي الاحساس والادراك والمثال الحاصل في آلة الحس هو المحسوس في الحقيقة واما تسمية الشئ الخارجي الذى حصل مثاله في آلة الحس محسوسا فمجاز لكونه سببا لحصول هذا المثال وانما يكون سببا عند حصول نسبة وضعية بينه وبين آلة الحس بحيث لو لم يكن لم يحصل الاحساس، واعتبر عدم (4) تلك النسبة الى حس ابصارنا كالاجسام الغائبة فانا لعدم تلك النسبه لا ندركها بحس البصر، وفى تحقيق ماهيه الادراك وانه حضور مثال الحقيقة في ذات المدرك أو في آلته أو امر اعم مكن ذلك غموض يحتاج الى بحث لا يحتمله موضعنا. البحث الثالث في الحواس الظاهرة وهى خمس فالاول حس اللمس ورسمه انه قوة منبثة في جميع البشرة واللحم بها يدرك ما يماسه ويتصل به، ________________________________________ (1) - د: " وجب البحث ". (2) - هذا التعريف ماخوذ من الاشارات بعين عبارته. (3) - ب " آله للعقل له ". (4) - د " عندهم ". ________________________________________