[ 2 ] ذو الايات الجلية والكرامات العلية على بن ابى طالب سلام الله عليه ممن تسنم من تلك الدرجات اعلاها وفاز من تلك المقامات باجلاها (1) واسماها حتى ظهرت ينابيع الحكمة على لسانه وسطع صبح الحق من افق برهانه، فلاحت من وادى كماله اعلامه الزاهرة ولوحت الى شرف قوته القدسية آياته الباهرة حتى لقد كفرت فيه طائفة لما (2) رات من تلك الايات (3) وزعمت انه اله الارض والسماوات، وفسقت الاخرى بمنابذته بغيا عليه وحسدا، ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك احدا (4)، وكان من جملة حكمه البالغة وشموسه البازغة (5) مائه من الكلم جمعت لطائف الحكم، انتخبها من كلماته الامام أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ عفى الله عنه وكان ممن استجمع فضيلتي العلم والادب وحكم بان كل كلمة منها تفى بالف من محاسن كلام العرب ولم يخصها من سائر حكمه (6) لمزيد جلاله بل لضمها (7) الوجازة الى الجزالة ثم اتفق اتصالي بمجلس الصاحب المعظم ملك وزراء العالم العالم العادل ذى النفس القدسية والرياسة الانسية شهاب الدنيا والدين مسعود بن كرشاسف ضاعف الله جلاله وادام اقباله فألفيته منخرطا في سلك الروحانيات معرضا عن الاجسام والجسمانيات موليا بوجهه شطر القبلة الحقيقية متلقيا بقوته العقلية اسرار المباحث اليقينية (8)، احظى جلسائه لديه من نطق بحكم واكرمهم عليه من حاوره في علم، احببت أن اتحف حضرته العلية بكشف استار بعض (9) تلك الكلمات ورموزها وابراز (10) ما ظهر لي من دفائنها وكنوزها، وشرعت في ذلك معتصما بالله وملتمسا للعذر ممن عثر لى على هفوة (11) واطلع منى على زلة فانى مع قصور استعدادي عن درك هذا المقام احوالى الحاضرة جارية على غير نظام، وعلى الله قصد السبيل وهو حسبى ونعم الوكيل. ________________________________________ (1) - " باجلها " (2) - " يمكن قراءتها " لما " (بلام الجر وما الموصلة). (3) - د: " الكرامات ". (4) - ذيل آية 49 سورة الكهف. (5) - في النسخ " الطالعة ". (6) - د: " كلمة ". (7) - د " الالتضمنها ". (8) - د " النفسية ". (9) - ب: " بعض استار ". (10) - د " واظهار ". (11) - د " هبوة ". ________________________________________