17517 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا أبو اليمان الحكم بن نافع أنبأ شعيب بن أبي حمزة عن الزهري حدثني عروة بن الزبير أن أسامة بن زيد Bه أخبره أن النبي A Y ركب على حمار على إكاف على قطيفة فدكية وأردف أسامة بن زيد وراءه يعود سعد بن عبادة في بني الحارث بن الخزرج قبل وقعة بدر فسار حتى مر بمجلس فيه عبد الله بن أبي بن سلول وذلك قبل ان يسلم عبد الله بن أبي فإذا بالمجلس رجال من المسلمين والمشركين عبدة الأوثان واليهود وفي المسلمين عبد الله بن رواحة فلما غشيت المجلس عجاجة الدابة خمر بن أبي أنفه بردائه ثم قال لا تغبروا علينا فسلم النبي A ثم وقف فنزل فدعاهم إلى الله D وقرأ عليهم القرآن قال فقال عبد الله بن أبي بن سلول أيها المرء إنه لا أحسن مما تقول إن كان حقا فلا تؤذينا به في مجلسنا ارجع إلى رحلك فمن جاءك فاقصص عليه فقال عبد الله بن رواحة بلى يا رسول الله فاغشنا به في مجالسنا فإنا نحب ذلك فاستب المسلمون والمشركون واليهود حتى كادوا يتثاورون فلم يزل النبي A يخفضهم حتى سكتوا ثم ركب النبي A دابته فسار حتى دخل على سعد بن عبادة Bه فقال له النبي A يا سعد ألم تسمع ما قال أبو حباب يريد عبد الله بن أبي قال كذا وكذا فقال سعد بن عبادة يا رسول الله اعف عنه واصفح فوالذي أنزل الكتاب لقد جاء الله بالحق الذي أنزل عليك ولقد اصطلح أهل هذه البحيرة على أن يتوجوه فيعصبوه فلما رد الله ذلك بالحق الذي أعطاك شرق بذلك فذلك فعل به ما رأيت فعفا عنه النبي A وكان وأصحابه يعفون عن المشركين وأهل الكتاب كما أمرهم الله D ويصبرون على الأذى قال الله D { ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور } وقال الله { ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير } وكان النبي A يتأول في العفو ما أمر الله به حتى أذن لهم فيهم فلما غزا النبي A بدرا فقتل الله به من قتل من صناديد كفار قريش قال بن أبي بن سلول ومن معه من عبدة الأوثان هذا أمر قد توجه فبايعوا رسول الله A على الإسلام رواه البخاري في الصحيح عن أبي اليمان وأخرجاه من حديث معمر وعقيل عن الزهري
