12510 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو الحسن علي بن أحمد بن قرقوب التمار بهمذان ثنا إبراهيم بن الحسين ثنا أبو اليمان أنا شعيب عن الزهري أخبرني مالك بن أوس بن الحدثان النصري Y أن عمر بن الخطاب Bه دعاه بعد ما ارتفع النهار قال فدخلت عليه فإذا هو جالس على رمال سرير ليس بينه وبين الرمال فراش متكئا على وسادة من آدم فقال يا مالك إنه قد قدم من قومك أهل أبيات حضروا المدينة قد أمرت لهم برضخ فاقبضه فاقسمه بينهم فقلت له يا أمير المؤمنين لو أمرت بذلك غيري فقال اقبضه أيها المرء فبينا أنا عنده إذ جاء حاجبه يرفأ فقال هل لك في عثمان وعبد الرحمن والزبير وسعد يستأذنون قال نعم فادخلهم فلبث قليلا ثم جاءه فقال هل لك في علي والعباس يستأذنان قال نعم فأذن لهما فلما دخلا قال عباس يا أمير المؤمنين اقض بيني وبين هذا لعلي وهما يختصمان في انصراف الذي أفاء الله على رسوله من أموال بني النضير فقال الرهط يا أمير المؤمنين اقض بينهما وأرح أحدهما من الآخر فقال عمر Bه اتئدوا أناشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض هل تعلمون أن النبي A قال لا نورث ما تركنا صدقة يريد نفسه قالوا قد قال ذلك فاقبل عمر على علي وعباس Bهما فقال أنشدكما بالله أتعلمان أن النبي A قال ذلك قالا نعم قال فإني أحدثكم عن هذا الأمر إن الله كان خص رسوله A من هذا الفيء بشيء لم يعطه أحدا غيره فقال الله ما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشاء والله على كل شيء قدير وكانت هذه خالصة لرسول الله A فوالله ما احتازها دونكم ولا استأثرها عليكم لقد أعطاكموها وبثها فيكم حتى بقي منها هذا المال فكان رسول الله A ينفق على أهله نفقة سنتهم من هذا المال ثم يأخذ ما بقي فيجعله بجعل مال الله فعمل بذلك رسول الله A حياته ثم توفي رسول الله A فقال أبو بكر فأنا ولي رسول الله A فقبضه أبو بكر فعمل فيه بما عمل فيه رسول الله A وأنتم حينئذ وأقبل على علي وعباس Bهما تذكران أن أبا بكر Bه فيه كما تقولان والله يعلم أنه فيه لصادق بار راشد تابع للحق ثم توفي الله أبا بكر Bه فقلت أنا ولي رسول الله A وأبي بكر Bه فقبضته سنتين من إمارتي أعمل فيه بمثل ما عمل فيه رسول الله A وبما عمل فيه أبو بكر Bه وأنتم حينئذ وأقبل على علي والعباس Bهما تذكران أني فيه كما تقولان والله يعلم أني فيه لصادق راشد تابع للحق ثم جئتماني كلاكما وكلمتكما واحدة وأمركما جميع فجئتني يعني عباسا فقلت لكما إن رسول الله A قال لا نورث ما تركنا صدقة فلما بدا لي أن أدفعه إليكما قلت إن شئتما دفعته إليكما على أن عليكما عهد الله وميثاقه لتعملان فيه بما عمل به فيه رسول الله A وأبو بكر Bه وبما عملت به فيه منذ وليته وإلا فلا تكلمان فقلتما ادفعه إلينا بذلك فدفعته إليكما بذلك أفتلتمسان مني قضاء غير ذلك والله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض لا أقضي فيه بقضاء غير ذلك حتى تقوم الساعة فإن عجزتما عنه فادفعاه إلي فأنا أكفيكما قال فحدثت هذا الحديث عروة بن الزبير قال صدق مالك بن أوس أنا سمعت عائشة زوج النبي A تقول أرسل أزواج رسول الله A عثمان إلى أبي بكر يسألنه ثمنهن مما أفاء الله على رسوله A فقلت أنا أردهن عن ذلك فقلت لهن ألا تتقين الله ألم تعلمن أن رسول الله A كان يقول لا نورث يريد بذلك نفسه ما تركنا صدقة إنما يأكل آل محمد من هذا المال فانتهت أزواج رسول الله A إلى ما اخترتهن وكان أبو هريرة يقول سمعت رسول الله A يقول والذي نفسي بيده لا يقتسم ورثتي شيئا ما تركنا صدقة فكانت هذه الصدقة بيد علي بن أبي طالب Bه وطالت فيه خصومتهما فأبى عمر Bه أن يقسمها بينهما حتى أعرض عنها عباس ثم كانت بعد علي Bه بيد حسن بن علي ثم بيد حسين بن علي ثم بيد علي بن حسين وحسن بن حسن كلاهما كانا يتداولانها ثم بيد زيد بن حسن وهي صدقة رسول الله A حقا رواه البخاري في الصحيح عن أبي اليمان