933 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا أبو عثمان الحناط ثنا أحمد بن أبي الحواري قال Y بينا أنا ذات يوم جالس بالشام في قبلة ليس عليها باب إلا كساء مسبل إذ أنا بامراة تدق على الحائط فقلت : من هذا ؟ فقلت : امرأة ضالة دلني على الطريق ـ رحمك الله ـ فقلت : عن أي الطريقين تسألين ؟ فبكت ثم قالت : عن طريق النجاة فقلت هيهات هيهات لا يقطع ذاك الطريق إلا بالسير الحثيث في الجد و تصحيح المعاملة و حذف العلائق الشاغلة من أمر الدنيا و الآخرة فبكت قالت ثم قالت : أما علائق الدنيا ففهمتها فما علائق الآخرة فقلت : لو وافيت القيامة بعمل سبعين نبيا لم يكن لك إلا ما كتب لك في اللوح المحفوظ و إن لجهنم زفرة يوم القيامة لو كان معك عمل سبعين نبيا ما كان بد من أن ترديها قال : فصرخت ثم قالت : سبحان من صان عليك جوارحك فلم تقطع سبحان من أمسك عليك قلبك فلم يتصدع ثم سقطت مغشيا عليها .
قال ابن أخي أبي الحواري : و كانت عندنا جارية من المتعبدات فقلت لها أخرجي فانظري ما قصة هذا المرأة قال فخرجت فنظرت إليها فإذا هي قد فارقت الدنيا و إذا في جيبها رقعة مكتوب فيها : كفنوني في أثوابي فإني يك لي عند ربي خير فسبيدلني ما هو خير لي منها و إن يك غير ذلك فبعدا لنفسي و سحقا .
قال ابن أبي الحواري : و إذا خدم قد أحاطوا بالجارية فقلت لبعضهم ما قصة هذه الجارية فقالوا : يا أبا الحسن هذه جارية كانت يظهر بها شيء نظن أنها مصابة بعقلها و كان الذي بها يمنعها من المطعم والمشرب و كانت تشكو إلينا وجعا في جوفها فكنا نعرض فكان نعرض عليها الأطباء فكانت تقول : أريد متطببا أشكو إليه بعض ما أجد من دائي عسى أن يكون عنده شفائي