7736 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو جعفر محمد بن حاتم نا فتح بن عمرو نا أبو أسامة أنا المفضل بن مهلهل عن منصور عن ربعي بن خراش عن أبي مسعود الأنصاري قال Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : .
إن آخر ما يبقى من النبوة الأولى إذا لم تستحي فاصنع ما شئت .
قال أبو أسامة : يقول استكثر من الخير ما استطعت قال أحمد : و قرأن في كتاب العرنيين في معنى هذا الحديث قال : هذا أمر معناه الخبر كأنه قال : من لم يستح صنع ما شاء و مثله قوله : فليتبوأ مقعده من النار قال : و قال ثعلبة : هذا على الوعيد معناه إذا لم تستح فاصنع ما شئت فإن الله مجازيك و مثله قوله تعالى : .
{ فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر } .
قال أبو سليمان الخطابي : معنى قوله النبوة الأولى إن الحياء لم يزل ممدوحا على ألسن الأنبياء و المرسلين و مأمورا به لم ينسخ فيما نسخ من الشرائع فالأولون و الآخرون فيه على منهاج واحد و قوله : .
إذا لم تستح .
لفظه لفظ أمر و معناه الخبر تقول : إذا لم يكن لك حياء يمنعك من القبيح صنعت ما شئت يريد ما تأمرك به النفس و تحملك عليه مما لا يحمد عاقبته و حقيقته من لم يستح صنع ما شاء و فيه وجه آخر هو أن يكون أراد به افعل ما شئت من شيء لا يستحيا منه فلا يفعله و فيه ثالث و هو أن يكون معناه الوعيد كقوله عز و جل : .
{ اعملوا ما شئتم } .
قلت و هذه الأقوال التي حكيناها متفقة في المعنى و إن كانت مختلفة في اللفظ .
و قال الحليمي C : و إذا حافظ على الجماعة استحيا من الناس فهي على وجهين أحدهما أن يخاف ذم الجيران إياه فلا يفارق المسجد ليحمدوه و يثنوا عليه خيرا فهذا رياء و ليس بمحمود و الآخر أن يكون حياؤه من الله عز و جل بالحقيقة فيخشى أنه إن فارق الجماعة كان من عاجل عقوبة الله إياه أن يبسط المسلمون فيه ألسنتهم بالذم و إن كان معها كان من عاجل ما يثنيه الله تعالى به أن يطلق المسلمون ألسنتهم فيه بالمدح فيكون خوفه ذم الناس و حبه مدحهم متعلقا بالله عز و جل لا بغيره فهذا محمود و يستحي الولد من الوالد و المرأة من زوجها و الجاهل من العالم و الصغير من الكبير و الواحد من الجماعة فيريد الأدون أن يعمل على غير الأكمل عملا من حقوق الناس يحق مثله للأكمل فيخاف أن يقع منه على وجه يذمه فيدعه فذلك استحياؤه و هذا أيضا محمود لأن فيه مراعاة الناقص حق الكامل و إذعانه لهم لأجل الفضل الذي يعلمه له على نفسه