7426 - أو ليس قد روي Y عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : .
لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه ؟ ! .
قال : فنزل ففتح الباب ثم ارتقى إلى الغرفة و أطفأ السراج و التجأ إلى زاوية من زوايا الغرفة فجلس فيها فجعلنا نجول عليه بأيدينا فسبقت كف هارون كفي إليه فقال : أوه من كف ما ألينها إن نجت من عذاب الله قال : فقلت في نفسي : لتكلمنه الليلة بكلام نقي من قلب نقي .
قال فقال له : خذ لما جئناك له رحمك الله فقال له : يا أمير المؤمنين بلغني أن عاملا لعمر بن عبد العزيز شكا إليه فكتب إليه يا أخي اذكر طول سهر أهل النار في النار مع خلود الأبد فإن ذلك يطرق بك إلى الرب نائما و يقظانا و إياك أن ينصرف بك من عند الله فيكون آخر العهد بك و منقطع الرجاء فلما قرأ الكتاب طوى البلاد حتى قدم على عمر فقال له عمر : ما أقدمك ؟ قال : خلعت قلبي بكتابك و لا وليت ولاية حتى ألقى الله قال : فبكى هارون بكاء شديدا ثم قال : زدني رحمك الله فقال : يا أمير المؤمنين بلغني أن عمر بن عبد العزيز لما ولي الخلافة دعا سالم بن عبد الله و محمد بن كعب القرظي و رجاء بن حيوة فقال لهم : إني بليت البلاء فأشيروا علي فعد الخلافة بلاء و عددتها أنت و أصحابك نعمة فقال محمد بن كعب القرظي : إن أردت النجاة من عذاب الله فليكن كبير المسلمين عندك أبا و أوسطهم عندك أخا و أصغرهم عندك ولدا فوقر أباك و أكرم أخاك و تحنن على ولدك و قال له سالم بن عبد الله : إن أردت النجاة من عذاب الله فصم الدنيا و ليكن إفطارك منها الموت و قال له رجاء بن حيوة : إن أردت النجاة غدا من عذاب الله فأحب للمسلمين ما تحب لنفسك و اكره لهم ما تكره لنفسك و إني لأقول لك هذا و إني لأخاف عليك أشد الخوف يوم تزل فيه الأقدام فهل معك رحمك الله من يأمرك بمثل هذا ؟ فبكى هارون بكاء شديدا حتى غشي عليه فقلت له : ارفق بأمير المؤمنين فقال له : يا ابن أم الربيع تقتله أنت و أصحابك و أرفق به أنا ثم إنه أفاق فقال له : زدني رحمك الله فقال له : يا أمير المؤمنين يا حسن الوجه أنت الذي يسأله الله عن هذا الخلق يوم القيامة فإن استطعت أن تقي هذا الوجه من النار فافعل فقال له هارون الرشيد : عليك دين ؟ قال : نعم دين لربي لم يحاسبني عليه فالويل لي إن ناقشني و الويل لي إن لم ألهم حجتي فقال : إنما أعني دين العيال فقال : إن ربي لما يأمرني بهذا أمرني أن أصدق وعده و أن أطيع أمره فقال عز من قائل : .
{ وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون * ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون * إن الله هو الرزاق } .
فقال له : هذه ألف دينار فخذها و أنفقها على نفسك و تقو بها على عبادة ربك فقال : سبحان الله أنا أدلك على النجاة و أنت تكافئني بمثل هذا سلمك الله و وفقك قال : فخرجنا من عنده فبينما نحن على الباب إذ بامرأة من نسائه قالت له : يا أبا عبد الله قد ترى ما نحن فيه من الحال فلو قبلت هذا المال و فرحتنا به فقال لها : مثلي و مثلكم مثل قوم كان لهم بعير يستقون عليه فلما كبر نحروه و أكلوه لحمه فلما سمع هذا الكلام قال : يرجع فعسى أن يقبل هذا المال فلما أحس به الفضيل خرج إلى تراب في السطح فجلس عليه و جاء هارون إلى جنبه فجعل يكلمه و لا يجيبه بشيء و يكلمه فلا يجيبه بشيء فبينا نحن كذلك إذ بجارية سوداء قد خرجت علينا فقالت : قد آذيتم الشيخ من الليلة انصرفوا رحمكم الله قال : فخرجنا من عنده فقال له : يا عباس إذا دللتني على رجل فدلني على هذا فهذا سيد المسلمين قال : و قال الفضيل : تقرأ في وترك الخلع و تترك من يفجرك ثم تغدو إلى الفاجر فتعامله قال : و قال الفضيل : لا تنظر إليهم من طريق الغلظة عليهم و لكن انظر من طريق الرحمة يعني السلطان