4775 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو الفضل بن إبراهيم نا أحمد بن سلمة نا إسحاق بن إبراهيم نا جرير عن الأعمش عن سليمان بن مسهر عن خرشة بن البحر قال Y كنت جالسة في حلقة في مسجد المدينة و فيها شيخ فجعل يحدثهم حديثا حسنا فلما قال القوم من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا ثم قام قلت : و الله لأتبعنه فلأعلمن مكان بيته فتبعته فانطلق حتى كاد أن يخرج من المدينة ثم دخل منزله فاستأذنت عليه فأذن لي فقال : ما حاجتك يا بن أخي ؟ .
قلت له : أني سمعت القوم يقولون لك لما قمت من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا فأعجبني أن أكون معك .
قال : الله أعلم بأهل الجنة و سأحدثك مم قالوا ذلك إذ أني بينا أنا نائم إذ أتاني رجل فقال لي : قم فأخذ بيدي فانطلقت معه فإذا أنا بجواد عن شمالي فأخذت لآخذ فيها فقال لي : لا تأخذ فيها فإنها طريق أصحاب الشمال و إذا جواد منهم على يميني فقال : لي خذ هذا قال : فأتى بي حتى أتى بي جبلا فقال لي : إصعد قال : فجعلت إذا أردت أن أصعد جررت على إسقي حتى فعلت ذلك مرارا ثم انطلق بي حتى أتى عمودا رأسه إلى السماء و أسفله في الأرض في أعلاه حلقة فقال لي : إصعد هذا قلت : كيف أصعد و هذا رأسه في السماء قال : فأخذ بيدي فرحل بي فإذا أنا متعلق بالحلقة قال : ثم ضرب العمود فخر و بقيت متعلقا بالحلقة حتى أصبحت فأتيت النبي صلى الله عليه و سلم فقصصتها عليه فقال : أما الطريق الذي رأيت عن يسارك فهي طريق أصحاب الشمال و أما الطريق الذي رأيت عن يمينك فهي عروة الإسلام طريق أهل اليمين و أما الجبل فهو منزل الشهداء و لن تناله و أما العمود فهو عمود الإسلام و أما العروة فهي عروة الوثقى الإسلام فلن تزال مستمسكا بالإسلام حتى تموت ثم قال : أتدري كيف خلق الله الخلق ؟ .
قلت : لا قال : خلق الله آدم فقال تلد فلانا و تلد فلانة و يلد فلان فلانا و تلد فلانة فلانة أجله كذا و عمله كذا و كذا و رزقه كذا و كذا ثم ينفخ فيه الروح .
رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم دون ما في آخره من ذكر كيفية الخلق و الأشبه أن يكون من قول عبد الله بن سلام و قد رأى النبي صلى الله عليه و سلم ثم أصحابه ثم الصالحون من المسلمين كل واحد منهم في منامه ما وجد تصديق تعبيره و قد ذكرت صدرا من ذلك في آخر كتاب دلائل النبوة و في ذلك تذكير النعمة التي وضعها الله تعالى في المنام