4357 - أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن علي البيهقي صاحب المدرسة أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن محمد بقرميسين نا محمد بن إبراهيم بن زياد الطيالسي نا الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحراني نا مسكين بن بكير نا معاذ بن رفاعة عن علي بن زيد عن القاسم عن أبي أمامة قال Y جاء ثعلبة بن حاطب إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله ادع الله أن يرزقني مالا فقال النبي صلى الله عليه و سلم : يا ثعلبة قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه قال : يا رسول الله ادع الله أن يرزقني مالا فو الله لئن أعطاني الله لأتصدقن و لأفعلن فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : اللهم ارزقه مالا قال : فصارت له غنيمة فكان يشهد مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما كثرت غنمه و نمت خرج من المدينة فكان لا يشهد مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا المغرب و العشاء فنمت غنمه فتقدم فكان لا يشهد مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا الجمعة فنمت غنمه و كثرت فتقدم فكان لا يشهد مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في جمعة و لا غيرها قال : فبعث النبي صلى الله عليه و سلم رجالا يأخذون الصدقة فذهبوا إليه فقال لهم : إذا فرغتم و انصرفتم اجعلوا طريقكم علي أو نحوها قال : فلما فرغوا و انصرفوا أتوه فقال : و الله ما هذه إلا جزية فانصرفوا عنه و لم يأخذوا منه الصدقة فأتوا النبي صلى الله عليه و سلم فأخبروه بما قال : فأنزل الله عز و جل : .
{ ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين } .
إلى قوله : .
{ يكذبون } .
قال : فلما نزل فيه القرآن جاء بصدقته إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأبى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يأخذها فلما قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم جاء بصدقته إلى أبي بكر فأبي أن يأخذها و قال شيء لم يأخذها رسول الله صلى الله عليه و سلم لا أخذها و أبى أن يأخذها فلما قبض أبو بكر جاء بصدقته إلى عمر فأبى أن يأخذها و قال شيء لم يأخذها رسول الله صلى الله عليه و سلم و لا أخذها و أبى ذلك .
قال الشيخ أحمد C : و إنما لم يأخذ النبي صلى الله عليه و سلم زكاة ماله و جرى في ذلك أبو بكر و عمر على سنته لأنه كان قد ناففق و الكتاب الذي نزل في شأنه ناطق بذلك حيث قال : .
{ فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون } .
و علموا بهذا بقاؤه على نفاقه حتى يموت و أن إتيانه بصدقة ماله مخافة أن يؤخذ منه قهرا و في إسناد هذا الحديث نظر و هو مشهور فيما بين أهل التفسير و الله أعلم