4064 - و روينا في بدء السعي بين الصفا و المروة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس Y أن إبراهيم عليه السلام جاء بأم إسماعيل و ابنها إسماعيل عليه السلام و هي ترضعه فوضعها عند البيت و ليس بمكة يومئذ أحد و ليس بها ماء و وضع عندهما جرابا فيه تمر و سقاء فيه ماء ثم قفا منطلقا فتبعته أم إسماعيل و قالت : يا إبراهيم أين تذهب و تتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه أنيس و لا شيء قالت : ذلك ثلاث مرات و جعل لا يلتفت فقالت له الله آمرك بهذا قال : نعم قالت : نعم إذا لا يضيعنا ثم رجعت و انطلق إبراهيم حتى إذا كان عند البيت استقبل بوجهه البيت ثم دعا بهذه الدعوات و رفع يده و قال : .
{ ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم } .
فجعلت أم إسماعيل ترضع إسماعيل و تشرب مرة من ذلك الماء حتى إذا نفذ ما في السقاء عطشت و عطش ابنها و جاع و جعلت تنظر إليه يلتوي أو قال يتلبط فانطلقت كراهية أن تنظر إليه فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض يليها فقامت عليه ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحدا فلم تر أحدا فهبطت من الصفا حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها و سعت سعي الإنسان المجهود حتى إذا جاوزت الوادي ثم أتت المروة فقامت عليها فنظرت هل ترى أحدا فلم تر أحدا ففعلت ذلك سبع مرات قال النبي صلى الله عليه و سلم : .
فذلك سعي الناس بينهما .
فلما أشرفت على المروة سمعت صوتا فقالت : صه تريد نفسها ثم سمعت أيضا فسمعت فقال : قد أسمعت إن كان عندك غراث فإذا هي بالملك عند موضع زمزم يبحث بعقبة أو قال : بجناحه حتى ظهر الماء فجعلت تحوطه و جعلت تغرف الماء في سقائها و هي تقوم بقدر ما تغرف قال ابن عباس : فقال النبي صلى الله عليه و سلم : يرحم الله أم إسماعيل لو تركت زمزم أو قال لو لم تغرف من الماء لكانت زمزم عينا معينا فشربت و أرضعت ولدها وقال لها الملك لا تخافي من الضيعة فإن ها هنا بيت الله يبنيه هذا الغلام و أبوه و إن الله لا يضيع أهله و ذكر الحديث بطوله في بناء البيت و غيره و قد ذكرناه في الخامس من دلائل النبوة