373 - أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبا أبو الحسن الكارزي أنا علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد ثنا يزيد عن الجريري عن أبي السليل عن غينم بن قيس عن أبي العوام عن كعب قال Y يجاء بجهنم يوم القيامة كأنها متن إهالة حتى إذا استوت عليك أقدام الخلائق نادى مناد خذي أصحابك و دعي أصحابي قال : فيخسف بأولئك ؟ .
قال أبو عبيد : الإهالة : ما أذيب من الألية و الشحم و متن الإهالة : ظهرها إذا سكر ( خطأ ) الذائب منها في الإناء فإنما شبه كعب سكون جهنم قبل أن يصير الكافر في جوفها بذلك .
و مما يبينه حديث خالد بن معدان قال أبو عبيد ثنا مروان بن معاوية ثنا بكار بن أبي مروان عن خالد بن معدان قال : لما أدخل أهل الجنة قالوا يا ربنا ألم تكن وعدتنا الورود قال : نعم و لكنكم مررتم بجهنم و هي جامدة .
قال : أبو عبيد و حدثنا الأشجعي عن سفيان عن ثور عن خالد بن معدان مثله إلا أنه قال خامدة .
قال أبو عبيد : و إنما أراد تأويل قوله تعالى : .
{ و إن منكم إلا واردها } .
فيقول وردوها و لم يصبهم من حرها شيء إلا ليبر الله قسمه .
قال البيهقي C : و قد يكون هذا الورود من وراء الصراط كما قال : أبو الأحوص عن عبد الله بن مسعود وسماه باسم النار لأنه جسر جهنم و منه يلقي فيها من يلقي و منه تخطف الكلاليب من تخطف و عليه الحسك و ألوان العذاب ما عليه إلا أن الله تعالى ينجي الذي اتقوا يعني بالجواز عنه و يذر الظالمين فيها جثيا أي في جهنم جثيا على الركب بعد ما يلقي فيها من الصراط و الله أعلم .
و قد روينا في الحديث الثابت عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه و سلم في حديث الرؤية قال : فينصب الجسر على جهنم و يقولون اللهم سلم سلم قيل يا رسول الله و ما الجسر قال : .
دحض مزلة عليه خطاطيف و كلاليب و حسك ـ يكون و يسجر فيه شوك يقال له السعدان ـ فيمر المؤمن كطرف العين و كالبرق و كأجاويد الخيل و الركاب فناج مسلم و مخدوش مرسل و مكدوس في النار خطأ جهنم حتى إذا خلص المؤمنون من النار .
و في رواية عبد الله بن مسعود : فيمرون على قدر أعمالهم حتى يمر الذي نوره على إبهام قدمه يجر يد و تعلق يد و يجر رجل و تصيب جوانبه النار فيخلصون فإذا خلصوا قالوا : الحمد لله الذي نجانا منك بعد الذي أراناك .
و قد ذكرنا إسنادهما مع ما يشهد لهما في الخامس من كتاب البعث و الله أعلم .
و ذلك يبين ما قلناه في الورود أنه يحتمل أن يكون المراد به المرور على الصراط و الله أعلم 0