3810 - حدثنا أبو عبد الرحمن السلمي أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي خالد الأصبهاني العدل قال : سمعت محمد بن إسحاق بن خزيمة نا محمد بن عمرو بن تمام نا عثمان بن صالح حدثني ابن لهيعة أخبرني عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس قال Y بينما نحن عند عمر بن الخطاب في يوم يعرض فيه الديوان إذ مر به رجل أعمى أعرج قد عنى قائده فقال عمر حين رآه و أعجبه شأنه من يعرف هذا ؟ فقال رجل من القوم : هذا من بني صنعاء بهلة بريق قال : و ما بريق ؟ قال : رجل من اليمن قلت : زاد غيره فيه اسمه عياض .
قال : أشاهد قال : نعم فأتي به عمر فقال : ما شأنك و شأن بني صنعا فقال : إن بني صنعا كانوا اثنا عشر رجلا و إنهم جاوروني في الجاهلية فجعلوا يأكلون مالي و يشتمون عرضي استنهيتهم فناشدتهم الله و الرحم فأبوا فأمهلتهم حتى إذا كان الشهر الحرام دعوت الله عليهم و قلت : .
( اللهم إني أدعوك دعاء جاهدا اقتل بني صنعا إلا واحدا ) .
( ثم اضرب الرجل فذره قاعدا أعمى إذا ما قيل عني القائدا ) .
فلم يحل الحول حتى هلكوا غير واحد و هو هذا كما ترى قد عنى قائده فقال عمر سبحان الله إن في هذا لعبرة و عجبا فقال رجل آخر من القوم : يا أمير المؤمنين ألا أحدثك مثل هذا و أعجب منه قال : بلى قال : فإن نفرا من خزاعة جاوروا رجلا منهم فقطعوا رحمه و أساءوا مجاورته و إنه ناشدهم الله و الرحم إلا أعفوه مما يكره فأبوا عليه فأمهلهم حتى إذا جاء الشهر الحرام دعا عليهم فقال : .
( اللهم رب كل آمن و خائف و سامعا بهتاف كل هاتف ) .
( إن الخزاعي أبى يقاصف لم يعطني حقي يناصف ) .
( فاجمع لهم الأحبة و إلا لاطف بين فران ثم و النواصف ) .
( جمعهم جوف كربة راجف ) .
قال : فبينما هم عند قليب ينزفونه فمنهم من هو فيه و منهم من هو فوقه تهور القليب بمن كان عليه و على من كان فيه فصار قبورهم حتى الساعة فقال عمر : سبحان الله إن في هذه لعبرة و عجبا .
فقال رجل من القوم آخر : يا أمير المؤمنين ألا أخبرك بمثل هذا و أعجب منه قال : بلى .
قال : إن رجلا من هذيل ورث فخذه هو فيها حتى لم يبق منهم أحد غيره فجمع مالا كثيرا فعمد إلى رهط من قومه يقال لهم بنو المؤمل فجعلوا ليمنعوه و ليردوا عليه ماشيته و إنهم حسدوه على ماله و نفسوه ماله فجعلوا يأكلون من ماله و يشتمون عرضه و إنه ناشدهم الله و الرحم ألا عدلوا عنه ما يكره فأبوا عليه فجعل رجل منهم يقال له رباح يكلمهم فيه و يقول : يا بني المؤمل ابن عمكم اختار مجاورتكم على من سواكم فأحسنوا مجاورته فأبوا عليه فأمهلهم حتى إذا كان الشهر الحرام دعا عليهم فقال : .
( اللهم أزل عني بني المؤمل و ارم على أقفائهم بمشكل ) .
( بصخرة أو عرض جيش جحفل إلا رباحا أنه لم يفعل ) .
قلت : و في رواية غيره بصخرة صماء أو بجحفل قال : فبينما هم ذات يوم نزول إلى أصل جبل انحطت عليهم صخرة من الجبل لا تمر بشيء إلا طحنته حين مرت بأبياتهم فطحنتها طحنة واحدة إلا رباحا الذي استثناه .
فقال عمر : سبحان الله إن هذا لعبرا و عجبا فقال رجل من القوم ألا أخبرك يا أمير المؤمنين مثله و أعجب منه ؟ قال : بلى .
قال : فإن رجلا من جهينة جاور قوما من بني ضمرة في الجاهلية فجعل رجل من بني ضمرة يقال له : ريشة يعدو عليه فلا يزال ينحر بعيرا من إبله و إنه كلم قومه فيه فقالوا : إنا قد خلفناه فانظر أن تقتله فلما رآه لا ينتهي أمهله حتى إذا كان الشهر الحرام دعا عليه فقال : .
( أصادق ريشة بآل ضمرة أليس لله عليه قدرة ) .
( أما يزال شارف أو بكرة يطعن فيها في سوء النعرة ) .
( فصارم ذي رونق أو شغرة اللهم إن كان يعدي فجرة ) .
( فاجعل إمام العين من حدره تأكله حين يوافي الحفرة ) .
فسلط الله عليه أكلة فأكلته حتى مات قبل الحول فقال عمر : سبحان الله إن في هذا لعبرة و عجبا و إن كان الله ليصنع هذا بالناس في جاهليتهم لينزع بعضهم من بعض فلما أتى الله بالإسلام أخر العقوبة إلى يوم القيامة و ذلك أن الله تعالى يقول في كتابه : .
{ إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين } { بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر } .
و قال : { و لو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة و لكن يؤخرهم إلى أجل مسمى } .
قال أحمد : و هذا حديث قد رواه محمد بن إسحاق بن يسار في المغازي عمن سمع عكرمة عن ابن عباس دون ذكر بني ضمرة و ذلك يؤكد رواية ابن لهيعة و روي من وجه آخر عن شهاب بن خراش عن نصير بن أبي الأشعث قال : قسم عمر بن الخطاب قسما فنظر إلى رجل أعمى فذكره و من المناكير التي رويت في هذا الباب ما