357 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا عبد الله بن الحسين القاضي ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا روح ثنا أسامة Y فذكره .
قال البيهقي C و روينا في حديث مقسم عن ابن عباس غير أنه قال : لولا جزع النساء لتركته يحشر من حواصل الطيور و بطون السباع و في هذا كله دليل على أن ما أكله الناس بعضهم من بعض صار غذاء له فقد زعم الحليمي C أنه لا يرد إلى أصله لكن صاحبه يعرض منه و قد فرق بينهما بأنه قال انقلب من مكلف إلى مكلف و رده يؤدي إلى إدخال جزء من الكافر الجنة أو جزء من المؤمن النار و ليس كذلك في غير المكلف و إنما هو في معنى ما تأكله الأرض فيعاد و بسط الكلام فيه .
و إذا أحي الله تبارك و تعالى الناس كلهم قاموا عجلين ينظرون ما يراد بهم لقوله تعالى : .
{ ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون } .
و قد أخبر الله عز و جل عن الكفار أنهم يقولون : .
{ يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا } .
و أنهم يقولون : .
{ هذا يوم الدين } .
فيقول لهم الملائكة : .
{ هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون } .
ثم يحشر الناس إلى موقف العرض و الحساب و هو الساهرة فقال الله عز و جل : .
{ فإنما هي زجرة واحدة * فإذا هم بالساهرة } .
قال البيهقي C وروينا عن وهب بن منبه أنه قرأ هذه الآية و هو يومئذ ببيت المقدس فقال : ها هنا الساهرة يعني بيت المقدس .
و روينا عن ابن عباس موقوفا و مرفوعا ما دل على أن الشام أرض المحشر .
و قال الفراء : الساهرة وجه الأرض كأنها سميت بهذا الاسم لأن فيه الحيوان نومهم و سهرهم .
و روى بإسناده عن ابن عباس قال : الساهرة الأرض قال الحليمي C : و معناه فأذاهم قد صاروا على وجه الأرض بعد أن كانوا في جوفها .
و قيل : الساهرة صحراء و قرب شفير جهنم و الله أعلم .
و روينا في الحديث الثابت عن سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء كقرصة النقي ـ و في رواية كالقرصة النقي ـ ليس فيها لأحد علم .
و النقي : الخبز الحواري و قوله ليس فيها علم يريد أرضا مستوية ليس فيها جدب و لا بناء .
و أما صفة الحشر فقد قال الله عز و جل : .
{ يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا * ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا } .
روينا عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس أنه قال : في قوله وفدا ركبانا و في قوله وردا عطاشا .
و روينا عن النعمان بن سعد عن علي أنه قال في هذه الآية : أما و الله ما يحشر الوفد على أرجلهم و لا يساقون سوقا و لكنهم يؤتون بنوق لم تر الخلائق مثلها عليها رحال الذهب و أزمتها الزبرجد فيركبون عليها حتى يضربوا أبواب الجنة