3583 - أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي ثنا أبو الحسن الكارزي ثنا علي بن عبد العزيز قال : قال أبو عبيد Y قد علمنا أن أعمال البر كلها لله تعالى و هو يجزي فنرى و الله أعلم أنه إنما أخص الصوم بأن يكون هو الذي يتولى جزاءه لأن الصوم ليس يظهر من ابن آدم بلسان و لا فعل فيكتبه الحفظة إنما هو نية القلب و إمساك عن حركة المطعم و المشرب يقول : فأنا أتولى جزاءه على ما أحب من التضعيف و ليس على كتاب كتب له و مما يبين ذلك قوله صلى الله عليه و سلم : .
ليس في الصوم رياء .
قال أبو عبيد حدثنيه عن ليث عن عقيل عن ابن شهاب رفعه قال و ذلك لأن الأعمال كلها لا تكون إلا بالحركات إلا الصوم خاصته فإنما هي بالنية التي قد خفيت على الناس فإذا نواها فكيف يكون ها هنا رياء ؟ هذا عندي وجه الحديث و الله أعمل .
قال أبو عبيد : بلغني عن سفيان بن عيينة أنه فسر قوله في الصوم قال : لأن الصوم هو الصبر يصبر الإنسان عن المطعم و المشرب و النكاح ثم قرأ : .
{ إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب } .
يقول : فثواب الصوم ليس له حساب يعلم من كثرته قال أبو عبيد : و مما يقوي قول سفيان الذي يروى في التفسير في قوله السائحون الصائمون فالصائم بمنزلة السائح