330 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ أنا محمد بن الحسين بن مكرم بالبصرة ثنا محمد بن الحسن بن تسنيم ثنا روح ثنا شعبة عن خالد يعني الحذاء عن مروان الأصفر Y عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم أحسبه ابن عمر : .
{ إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله } .
قال نسختها الآية التي بعدها .
رواه البخاري في الصحيح عن إسحاق بن منصور عن روح .
قال البيهقي C و هذا النسخ بمعنى التخصيص و التبين فإن الآية الأولى و ردت مورد العموم فوردت الآية التي بعدها فبينت إنما لا يخفى ما لا يؤاخذ به و هو حديث النفس الذي لا يستطيع العبد دفعه عن قلبه و هذا لا يكون منه كسب في حدوثه و بقائه و كثير من المتقدمين كانوا يطلقون عليه اسم النسخ على الاتساع بمعنى أنه لولا الآية الأخرى لكانت الآية الأولى تدل على مؤاخذاته بجميع ذلك .
و يحتمل أن يكون هذا خبرا مضمنا بحكم و كأنه حكم بمؤاخذة عباده بجميع ذلك و تعبدهم به و له أن يتعبدهم بما شاء فلما قابلوه بالسمع و الطاعة خفف عنهم و وضع عنهم حديث النفس فيكون قوله { يحاسبكم به الله } خيرا مضمنا لحكم أي حكم بمحاسبتكم به و هذا كقوله عز و جل : .
{ إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين } .
أي حكم بذلك ثم قال : .
{ الآن خفف الله عنكم و علم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين } .
فنسخ الحكم الأول و أثبت الثاني كذلك هذا و الله أعلم .
و هذا الذي كتبته مختصر من جملة ذكرها الشيخ الإمام أبو بكر الإسماعيلي C في هذا الباب فيما أخبرناه أبو عمرو الأديب عنه و ذكر فيما لا يؤاخذ به من حديث النفس معنى ما ذكرناه ثم قال و على هذا المعنى ما روي : لك النظرة الأولى و ليست لك الثانية إذا كانت الأولى لا عن قصد تعمد فإذا أعاد النظر فهو كمن حقق الخطرة .
قال البيهقي C إذا تحقق الخطرة فهو كمن حقق النظر و بالله التوفيق .
و قال أبو سليمان الخطابي C : النسخ لا يجري فيما أخبر الله به عنه أنه كان و أنه فعل ذلك فيما مضى لأن يؤدي إلى الكذب و الخلف و يجري عند بعضهم فيما أخبر أنه يفعله و ذلك أن ما أخبر أنه يفعله يجوز أن يفعله بشرط و إخباره عما فعله لا يجوز دخول الشرط فيه و هذا أصح الوجه و عليه تأول ابن عمر الآية و يجري ذلك مجرى العفو و التخفيف عن عباده و هو كرم منه و فضل و ليس بخلف .
قال و أما ما تعلق من الأخبار بالأمر و النهي فالنسخ فيه جائز عند جماعة من الناس و سواء كان ذلك خبرا عن ماض أو عن زمان مستقبل