274 - قال و أنا ابن أبي الدنيا ثنا سعدويه عن مبارك بن فضالة عن الحسن يقول Y إن الله لا يجازي عبده بذنوبه و الله ما جازى الله عبدا قط بالخير و الشر إلا هلك و لكن الله إذا أراد بعبد خيرا أضعف له الحسنات و ألقى عنه السيئات .
قال الحليمي C و إذا كان من المؤمنين من يكون أدنى إلى رحمة الله فيدخله الجنة بغير حساب فليس ببعيد أن يكون من الكفار من هو أدنى إلى سخط الله فيدخله النار بغير حساب .
قال البيهقي C و قد قال الله عز و جل : .
{ و لا يسأل عن ذنوبهم المجرمون } .
و قال : { فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان } .
{ فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس و لا جان } .
{ يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي و الأقدام } .
و قال : { احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون * من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم * وقفوهم إنهم مسؤولون } .
{ فوربك لنسألنهم أجمعين * عما كانوا يعملون } .
و لا اختلاف بين هذه الآيات و وجه الجمع بينها ما روينا عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس أنه قال لا يسألهم عن عملهم كذا و كذا لأنه أعلم بذلك منهم و لكن يقول عملتم كذا و كذا .
و روينا عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله : .
{ و لا يسأل عن ذنوبهم المجرمون } .
يقول لا يسأل كافر عن ذنبه كل كافر معروف بسيماه و في قوله : .
{ فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس و لا جان } .
يعني يوم تشقق السماء و تكور لا يسأل عن ذنبه إنس و لا جان و ذلك عند الفراغ من الحساب و كل معروف يعرف المجرمون بسيماهم أما الكافر فبسود وجهه و زرقة عينيه و أما المؤمن فاغر محجل من أثر الوضوء