17 - و حدثنا أبو محمد عبيد بن محمد بن مهدي القشيري أنبأ أبو محمد المسيب البيهقي ثنا أبو الصلت الهروي عبد السلام و محمد بن أسلم قالا : ثنا علي بن موسى الرضا عن أبيه Y فذكره بإسناده غير أنه قال : .
الإيمان إقرار باللسان و معرفة بالقلب و عمل بالجوارح .
و شاهد هذا الحديث ما مضى في الحديث الثابت عن النبي صلى الله عليه و سلم في عدد شعب الإيمان .
و أما قول الله D : .
{ إن الذين آمنوا و عملوا الصالحات } .
فأفرد العمل الصالح بالذكر و قد قال أيضا : .
{ إلا الذين آمنوا و عملوا الصالحات و تواصوا بالحق و تواصوا بالصبر } .
فأفرد التواصي بالحق و التواصي بالصبر بالذكر و لم يدلك ذلك على أنهما ليسا من الأعمال الصالحة فكذلك قوله : .
{ إن الذين آمنوا و عملوا الصالحات } .
لا يدل على أن عمل الصالحات ليس بإيمان و إنما معناه أن الذين آمنوا قبل الإيمان ـ الناقل عن الكفر ـ ثم لم يقتصروا عليه و لكنهم ضموا إليه الصالحات فعملوها حتى ارتقى إيمانهم من درجة الأقل إلى الأكمل .
أو نقول : إن المراد بالذين آمنوا الإيمان بالله و بعمل الصالحات الإيمان لله و الإيمانان متغايران على ما بينا فلذلك سميا باسمين و الله أعلم