1634 - ـ أبو عبد الله الحافظ أنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصنعاني ثنا عفان ثنا حماد بن سلمة أنا ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب Y أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : .
كان ملك ممن كان قبلكم و كان له ساحر فلما كبر الساحر قال الساحر : .
إني قد كبرت سني و حضر أجلي فادفع إلي غلاما فلأعمله السحر فدفع إليه غلاما و كان يعمله السحر و كان بين الملك و بين الساحر راهب فأتى الغلام على الراهب يسمع من كلامه فأعجبه نجوه و كلامه فكان إذا أتى الساحر ضربه و يقول ما حبسك فإذا أتى أهله جلس عند الراهب فيبطئ على أهله فإذا أتى أهله ضربوه و قالوا ما حبسك .
فشكا ذلك إلى الراهب فقال إذا أراد الساحر أن يضربك فقل حبسني أهلي فإذا أراد أهلك أن يضربوك فقل حبسني الساحر قال : فبيتنا هم كذلك إذا أتى يوما على دابة فظيعة عظيمة قد حبست الناس فلا يستطيعون أن يجوزوا فقال : اليوم أعلم أمر الراهب أحب إلى الله أم أمر الساحر فأخذ حجرا فقال : .
اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك و أرضى لك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يجوزوا الناس و رماها فقتلها و مضى الناس فأخبر الراهب بذلك فقال أي بني أنت أفضل مني و إنك ستتبتلى فإن ابتليت فلا تدل علي .
فكان الغلام يبرئ الأكمة و الأبرص و سائر الأدواء و سقمهم .
و كان جليس للملك فعمي فسمع به فأتاه بهدايا كثيرة فقال اشفني و لك ما ههنا أجمع فقال ما أشفي أنا أحدا إنما يشفي الله فإن أردت دعوت الله فشفاك فآمن فدعا له فشفاه ثم أتى الملك فجلس معه نحو ما كان يجلس فقال له الملك يا فلان من رد عليك بصرك قال : ربي قال : أنا قال : لا و لكن ربي و بك الله .
قال : أو لك رب غيري قال نعم فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام فبعث إليه فقال أي بني قد بلغ من سحرك أنك تبرئ الأكمه و الأبرص و هذه الأدواء فقال : ما أشفي أنا أحدا إنما يشفي الله .
قال : أنا قال لا قال : أو إن لك رب غيري .
قال : نعم ربي و ربك الله فأخذه أيضا بالعذاب فلم يزل به حتى دل على الراهب فأتى الراهب فقال : ارجع عن دينك فأبى فوضع المنشار في مفرق رأسه حتى وقع شقاه إلى الأرض فقال للغلام ارجع عن دينك فأبى فبعث به مع نفر إلى جبل كذا و كذا و قال : إذا بلغتم ذروته فإن رجع عن دينه و إلا فاطرحوه من فوقه فذهبوا به فلما علوا بن الجبل قال : .
اللهم اكفنيهم بما شئت فرجف بهم الجبل فتدهدهوا أجمعون و جاء الغلام يمشي حتى دخل الملك فقال : ما فعل أصحابك فقال : كفانيهم الله .
قال : فبعث به مع نفر في قرقور و قال : إذا لججتم به البحر فإن رجع عن دينه و إلا فغرقوه فلججوا به البحر فقال الغلام : اللهم اكفنيهم بما شئت فغرقوا أجمعون و جاء الغلام يمشي حتى دخل على الملك فقال : ما فعل أصحابك فقال كفانيهم الله .
ثم قال للملك إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما أمرك فإن فعلت ما أمرك به قتلتني و إلا فأنك لن تستطيع قتلي .
قال : و ما هو .
قال : تجمع الناس في صعيد ثم تصلبني على جذع و تأخذ سهما من كنانتي ثم قال بسم الله رب الغلام فإنك إذا فعلت ما آمرك به قتلتني و إلا فإنك لن تستطيع قتلي .
قال : و ما هو .
قال : تجمع الناس في صعيد ثم تصلبني على جذع و تأخذ سهما من كناتني ثم قل بسم الله رب الغلام فإنك إذا فعلت ما آمرك به قتلتني و إلا فإنك لن تستطيع قتلي ففعل و وضع السهم في كبد قوسه ثم رمى فقال : .
بسم الله رب الغلام فوقع السهم في صدغه فوضع الغلام يده على موضع السهم و مات .
فقال الناس : آمنا برب الغلام .
فقيل : للملك أرأيت ما كنت تحذر قد و الله نزل بك قد آمن الناس كلهم فأمر بأفواه السكك فخدت فيها الأخدود و أضرمت فيها النيران و قال : من رجع عن دينه فدعوه و إلا فاقحموه فيها فكانوا يتقاعدون فيها و يتدافعون .
فجاءت امرأة بابن لها ترضعه فكأنها تقاعست أن تقع في النار .
فقال الصبي : يا أمه اصبري فإنك على الحق .
رواه مسلم في الصحيح عن هدبة بن خالد عن حماد و قال في الموضعين و جاء الغلام يمشي حتى دخل على الملك و قال قد انكفأت بهم السفينة فغرقوا .
و رواه معمر عن ثابت بإسناده و قال في آخره فجعلهم في الأخدود .
قال الله عز و جل : .
{ قتل أصحاب الأخدود * النار ذات الوقود } حتى بلغ العزيز الحميد قال : .
و أما الغلام فإنه دفن فذكر أنه خرج في زمان عمر بن الخطاب و .
إصبعه على صدغه كما وضعها حين قتل