1491 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا علي بن عيسى ثنا الحسين بن محمد بن زياد بن محمود بن خداش ثنا الفضيل بن عياض عن النضر بن عربي عن مجاهد عن ابن عباس قال Y كان في هذه الأمة أمانان رسول الله صلى الله عليه و سلم و الاستغفار فذهب أمان يعني رسول الله صلى الله عليه و سلم و بقي أمان يعني الاستغفار .
قال البيهقي C : و قول الله عز و جل : { تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض } يدل على تفضيل بعضهم على بعض و قول النبي صلى الله عليه و سلم : لا تفضلوا بين أنبياء الله و قوله : لا تخيروا بين أنبياء الله إنما هو في محاولة أهل الكتاب على معنى الإزراء ببعضهم فإنه ربما أدى ذلك إلى فساد الاعتقاد فيهم و الإقلال الواجب من حقوقهم أما إذا كانت المخايرة من مسلم يريد الوقوف على الأفضل منهم فليس هذا بنهي عنه و الله أعلم .
و قوله : لا ينبغي لأحد أن يقول أنا خير من يونس بن متى .
فإنما أراد و الله أعلم من سواه من الناس دون نفسه أو ذهب في ذلك مذهب التواضع لربه و الهضم لنفسه و كذلك في قوله : .
حين قال : يا خير البرية ذاك إبراهيم عليه السلام .
و كان لا يحب المبالغة في الثناء عليه تواضعا لربه و كان يقول : لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم فإنما أنا عبد فقولوا عبد الله و رسوله .
و قد تكلمنا على هذا في الجزء التاسع و الثلاثين من كتاب دلائل النبوة بأكثر من هذا .
و أما اتخاذ الله إبراهيم خليلا فإنه إنما اتخذه خليلا على من كان في عصره من أعداء الله عز و جل لا على غيره من النبيين و هو أنه هداه إلى معرفته و وقفه لتوحيده حين كان الكفر طبق الأرض .
و لم يكن في الدنيا نسمة تعرف الله و تعرف به غيره فاتخذه خليلا بأن جعله أهلا لهدايته أولا ثم بأن أمره و نهاه فظهرت منه الطاعة ثانيا ثم بأن ابتلاه فوجد منه الصبر ثالثا فكان يومئذ خليله و أهل الأرض كلهم أعداؤه لأنه كان المطيع و الناس غيره عصاة و قد اتخذ محمد صلى الله عليه و سلم حبيبا بدلالة الكتاب و هو قول عز و جل : { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله } فإذا كان اتباعه يفيد للمتبع محبة الله عز و جل فالمتبع بها يكون أولى و دجة المحبة فوق درجة الخلة و قد تكلم أهل العلم في الفرق بين الحبيب و الخليل بكلام كثير و هو في كتب أهل التذكير مذكور