1489 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا يونس بن محمد ثنا الليث بن سعد عن يزيد بن المهاد عن عمرو بن أبي عمرو عن أنس قال Y سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول : إني أول الناس تنشق الأرض عن جمجمتي يوم القيامة و لا فخر و أعطى لواء الحمد و لا فخر و أنا سيد الناس يوم القيامة و لا فخر و أنا أول من يدخل الجنة يوم القيامة و لا فخر .
ثم ذكر حديث الشفاعة بطوله .
قال البيهقي C : .
و مضى قوله و لا فخر أي و لا أقوله متطاولا و لا ممتدحا به على أحد و لم يرد أنه لا فخر له فيه فإن له فخر أعظم الفخر صلى الله عليه و سلم .
و منها : أنه صلى الله عليه و سلم في الدنيا أكثر الأنبياء أعلاما و معلوم أن أقل الإعلام إذا كان يوجب الفضيلة فإن كثرة الإعلام توجب لصاحبها اسم الأفضل و قد ذكر الحليمي C من أعلام المصطفى صلى الله عليه و سلم و آياته و دلالات صدقه أخبارا كثيرة قد ذكرناها بأسانيدها في كتاب دلائل النبوة من أرادها رجع إليه بتوفيق الله عز و جل .
قال : و مما يدل على فضل نبينا صلى الله عليه و سلم أن الله جل ثناؤه لم يخاطبه في القرآن قط إلا بالنبي أو الرسول و لم يناده باسمه فقال : .
يا أيها النبي يا أيها الرسول و أما سائر الأنبياء عليهم السلام فإنه دعاهم بأسمائهم فقال تعالى : .
{ يا آدم اسكن أنت و زوجك الجنة } و قال : .
{ يا آدم أنبئهم بأسمائهم } و قال : .
{ يا نوح إنه ليس من أهلك } و قال : .
{ يا إبراهيم أعرض عن هذا } و قال : .
{ يوسف أعرض عن هذا } و قال : .
{ يا موسى إني أنا الله } و قال : .
{ يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله } .
و بسط الكلام في هذا و مما يدل على فضله صلى الله عليه و سلم ما ورد به الخبر من أن آدم عليه السلام تكنى في الجنة أبا محمد فلولا أنه أفضل النبيين لما خص عند القصد إلى أن يكنى باسم أحدهم اسم نبينا صلى الله عليه و سلم تكنى به دون اسم غيره و في تخصيصه بذلك و ما دل على أنه أفضلهم ( ) بأن يجعل آدم عليه السلام بأن يدعى أباه و الله أعلم