1486 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الربيع بن سليمان ثنا بشر بن بكر ثنا الأوزاعي .
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن سفيان ثنا الحكم بن موسى ثنا هقل بن زياد عن الأوزاعي حدثني أبو عمار حدثني عبد الله بن فروح حدثني أبو هريرة قال Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : .
أنا سيد ولد آدم يوم القيامة و أول من ينشق عنه القبر و أول شافع و أول مشفع و في رواية بشر : أنا سيد بني آدم و قال : تنشق عنه الأرض .
رواه مسلم في الصحيح عن الحكم بن موسى .
قال الحليمي C : .
و لأن شرف الرسول صلى الله عليه و سلم بالرسالة و نبينا خص بأشرف الرسالات فإنها نسخت ما تقدمها من الرسالات و لا يأتي بعدها رسالة تنسخها و إلى هذا المعنى أشار ربنا عز و جل فيما وصف به كتابه إذ قال : { وإنه لكتاب عزيز * لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد } فقيل معناه : ليس فيما تقدمه يكذبه و لا يأتي بعده ما يوقفه و في هذا ما دل على أن هذه الرسالة أفضل الرسالات فصح أن المرسل بها أفضل الرسل و الله أعلم .
و منها : أن الله تعالى أقسم بحياته و معقول أن من أقسم بحياة غيره فإنما يقسم بحياة أكرم الأحياء عليه فلما خص الله نبينا صلى الله عليه و سلم من بني البشر بأن أقسم بحياته فقال : { لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون } بأنه أفضلهم و أكرمهم و أقسامه بالتين و الزيتون و طور سنين و غير ذلك يدل على فضله على من يدخل في أعداده كذلك إقسامه بحياة محمد صلى الله عليه و سلم يدل على فضله على من يدخل من عداده و منها : أن الله تعالى جمع له بين إنزال الملك عليه و إصعاده إلى مساكن الملائكة و بين إسماع كلام الملك و آرائه إياه في صورته التي خلقه عليها و جمع له بين إخباره عن الجنة و النار و إطلاعه عليهما فصار العلم له واقعا بالعالمين و دار التكليف و دار الجزاء عيانا و بسط الكلام فيه و هذا بين في الأحاديث التي ذكرناها في معراج النبي صلى الله عليه و سلم و هي في الحادي عشر و الثاني عشر من كتاب دلائل النبوة و منها : أن من ينزل عليك الملك كرامة له إذا كان أفضل ممن لم ينزل عليه و حسب أن يكون من ينزل عليه فيتجاوز مكالمته إلى مقاتلة المشركين عنه حتى يظفره الله عليهم أفضل ممن لا يكون من الملك إلا إبلاغ الرسالة إياه ثم الانصراف عنه و معلوم أن هذا لم يكن إلا لنبينا صلى الله عليه و سلم فينبغي أن يكون لذلك أفضل الأنبياء صلى الله عليهم و قد ذكرنا نزول الملائكة لقتال المشركين يوم بدر في كتاب دلائل النبوة و هو في كتاب الله مذكور فإن عورض هذا بسجود الملائكة لآدم عليه السلام فالسجود كان لله عز و جل عند خلق آدم و الذي يدل عليه الحديث الذي :