134 - حدثنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو عبد الله محمد بن علي الصنعاني بمكة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب السختياني عن عكرمة عن ابن عباس Bهما Y أن الوليد بن المغيرة جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقرأ عليه القرآن فكأن رق له فبلغ ذلك أبا جهل ـ فذكر ما جرى بينهما ـ إلى أن قال الوليد : .
و الله ما فيكم رجل أعلم بالأشعار مني و لا أعلم برجزه و لا بقصيدته مني و لا بأشعار الجن و الله ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا و الله إن لقوله الذي يقول حلاوة و إن عليه لطلاوة و إنه لمثمر أعلاه مغدق أسفله و إنه ليعلو و ما يعلى و إنه ليحطم ما تحته و ذكر الحديث .
قال البيهقي ـ C ـ هكذا حدثناه موصولا .
و رواه حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة مرسلا و ذكر الآية التي قرأها : .
{ إن الله يأمر بالعدل و الإحسان } .
و روينا من وجه آخر عن ابن عباس أتم من ذلك حين اجتمع الوليد بن المغيرة و نفر من قريش و قد حضر الموسم ليجتمعوا على رأي واحد فيما يقولون في محمد صلى الله عليه و سلم لوفود العرب فقالوا : .
فأنت يا أبا عبد شمس ! فقل و أقم رأيا نقوم به .
فقال : بل أنتم فقولوا أسمع .
فقالوا : نقول كاهن .
فقال : ما هو بكاهن لقد رأيت الكهان فما هو بزمزمة الكاهن و سحره .
فقالوا : نقول : هو مجنون .
فقال : ما هو بمجنون و لقد رأينا الجنون و عرفناه فما هو بخنقه و لا تخالجه و لا وسوسته .
فقالوا : نقول : شاعر .
قال : ما هو بشاعر و لقد عرفنا الشعر برجزه و هزجه و قريضه و مقبوضه و مبسوطه فما هو بالشعر .
قالوا : فنقول : هو ساحر .
قال : فما هو ساحر لقد رأينا السحار و سحرهم فما هو بنفثه و لا عقده .
فقالوا : فما نقول يا أبا عبد شمس ؟ .
قال : و الله إن لقوله لحلاوة و إن أصله لمغدق و إن فرعه لجنى فما أنتم بقائلين من هذا شيئا إلا عرف أنه باطل و إن أقرب القول أن تقولوا : ساحر يفرق بين المرء و أبيه و بين المرء و بين أخيه و بين المرء و بين زوجه و بين المرء و بين عشيرته فتفرقوا عنه بذلك فأنزل الله D في الوليد بن المغيرة : .
{ ذرني ومن خلقت وحيدا } إلى قوله { سأصليه سقر }