دهر .
- الدهر في الأصل : اسم لمدة العالم من مبدأ وجوده إلى انقضائه وعلى قوله تعالى : { هل أتى على الإنسان حين من الدهر } [ الدهر / 1 ] ثم يعبر به عن كل مدة كثيرة وهو خلاف الزمان فإن الزمان يقع على المدة القليلة والكثيرة ودهر فلان : مدة حياته واستعير للعادة الباقية مدة الحياة فقيل : ما دهري بكذا ويقال : دهر فلانا نائبه دهرا أي : نزلت به حكاه ( الخليل ) ( انظر : العين 4 / 23 ، وفي عبارة المؤلف بعض التصرف ) فالدهر ها هنا مصدر وقيل : دهدره دهدرة ودهر داهر ودهير . وقوله E : ( لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر ) ( الحديث أخرجه مسلم عن أبي هريرة وأحمد في المسند 5 / 399 والبخاري . فتح الباري 8 / 574 ) قد قيل معناه : إن الله فاعل ما يضاف إلى الدهر من الخير والشر والمسرة والمساءة فإذا سببتم الذي تعتقدون أنه فاعل ذلك فقد سببتموه تعالى عن ذلك ( وهذا قول أبي عبيد في غريب الحديث 2 / 47 ) . وقال بعضهم ( هو محمد بن داود الظاهري . انظر فتح الباري 8 / 574 ) : الدهر الثاني في الخبر غير الدهر الأول وإنما هو مصدر بمعنى الفاعل ومعناه : أن الله هو الداهر أي : المصرف المدبر المفيض لما يحدث والأول أظهر ( نقله ابن حجر عنه في الفتح 8 / 575 ) . وقوله تعالى إخبار عن مشركي العرب : { ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر } [ الجاثية / 24 ] قيل : عني به الزمان