خوف .
- الخوف : توقع مكروه عن أمارة مظنونة أو معلومة كما أن الرجاء والطمع توقع محبوب عن أمارة مظنونة أو معلومة ويضاد الخوف الأمن ويستعمل ذلك في الأمور الدنيوية والأخروية . قال تعالى : { ويرجون رحمته ويخافون عذابه } [ الإسراء / 57 ] وقال : { وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله } [ الأنعام / 81 ] وقال تعالى : { تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا } [ السجدة / 16 ] وقال : { وإن خفتم ألا تقسطوا } [ النساء / 3 ] وقوله : { وإن خفتم شقاق بينهما } [ النساء / 35 ] فقد فسر ذلك بعرفتم ( قال أبو عبيدة في مجاز القرآن 1 / 126 : قوله : { وإن خفتم } : أيقنتم ) وحقيقته : وإن وقع لكم خوف من ذلك لمعرفتكم . والخوف من الله لا يراد به ما يخطر بالبال من الرعب كاستشعار الخوف من الأسد بل إنما يراد به الكف عن المعاصي واختيار الطاعات ولذلك قيل : لا يعد خائفا من لم يكن للذنوب تاركا . والتخويف من الله تعالى : هو الحث على التحرز وعلى ذلك قوله تعالى : { ذلك يخوف الله به عباده } [ الزمر / 16 ] ونهى الله تعالى عن مخافة الشيطان والمبالاة بتخويفه فقال : { إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين } [ آل عمران / 175 ] أي : فلا تأتمروا لشيطان وائتمروا لله ويقال : تخوفناهم أي : تنقصناهم تنقصا اقتضاه الخوف منه . وقوله تعالى : { وإني خفت الموالي من ورائي } [ مريم / 5 ] فخوفة منهم : أن لا يراعوا الشريعة ولا يحفظوا نظام الدين لا أن يرثوا ماله كما ظنه بعض الجهلة فالقنيات الدنيوية أخس عند الأنبياء عليهم السلام من أن يشفقوا عليها . والخيفة : الحالة التي عليها الإنسان من الخوف قال تعالى : { فأوجس في نفسه خيفة موسى فلنا : لا تخف } [ طه / 67 ] واستعمل استعمال الخوف في قوله : { والملائكة من خيفته } [ الرعد / 13 ] وقوله : { تخافونهم كخيفتكم أنفسكم } [ الروم / 28 ] أي : كخوفكم وتخصيص لفظ الخيفة تنبيها أن الخوف منهم حالة لازمة لا تفارقهم والتخوف : ظهور الخوف من الإنسان قال : { أو يأخذهم على تخوف } [ النحل / 47 ]