حبط .
- قال الله تعالى : { حبطت أعمالهم } [ المائدة / 53 ] { ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون } [ الأنعام / 88 ] { وسيحبط أعمالهم } [ محمد / 32 ] { وليحبطن عملك } [ الزمر / 65 ] وقال تعالى : { فأحبط الله أعمالهم } [ الأحزاب / 19 ] وحبط العمل على أضرب : .
أحدها : أن تكون الأعمال دنيوية فلا تغني في القيامة غناءا كما أشار إليه بقوله : { وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا } [ الفرقان / 23 ] .
والثاني : أن تكون أعمالا أخروية لكن لم يقصد بها صاحبها وجه الله تعالى كما روي : ( أنه يؤتى يوم القيامة برجل فيقال له : بم كان اشتغالك ؟ قال : بقراءة القرآن فيقال له : قد كنت تقرأ ليقال : هو قارئ وقد قيل ذلك فيؤمر به إلى النار ) ( الحديث ذكره المؤلف بمعناه وهو عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله A يقول : ( إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتى به فعرفه نعمه فعرفها . قال : فما عملت فيها ؟ قال : قاتلت فيك حتى استشهدت قال : كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال : فلان جريء فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتى به فعرفه نعمه فعرفها . قال : فما عملت فيها ؟ قال : تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن قال : كذبت ولكنك تعلمت ليقال : عالم وقرأت القرآن ليقال : هو قارئ فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار . . . ) الحديث أخرجه مسلم والنسائي والترمذي وحسنه وابن حبان في صحيحه . انظر : الترغيب والترهيب 1 / 29 وعارضة الأحوذي 9 / 226 ومسند أحمد 2 / 321 وسنن النسائي 6 / 23 ومسلم في الإمارة باب من قاتل للرياء برقم ( 1905 ) وانظر : شرح النسة 14 / 334 ) .
والثالث : أن تكون أعمالا صالحة ولكن بإزائها سيئات توفي عليها وذلك هو المشار إليه بخفة الميزان .
وأصل الحبط من الحبط وهو أن تكثر الدابة أكلا حتى ينتفخ بطنهان وقال عليه السلام : ( إن مما ينبت الربيع ما يقتل حبطا أو يلم ) ( الحديث في الصحيحين راجع فتح الباري 11 / 244 باب ما يحذر من زهرة الدنيا ومسلم رقم ( 1052 ) . ورواية البخاري : ( إن هذا المال خضرة حلوة وإن كل ما أنبت الربيع يقتل حبطا أو يلم إلا آكلة الخضرة ) . وسمي الحارث الحبط ( قال في اللسان : والحبط : الحارث بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم سمي بذلك لأنه كان في سفر فأصابه مثل الحبط الذي يصيب الماشية فنسبوا إليه . انتهى .
أقول : وفي شعر الفرزدق : .
بنو مسمع أكفاؤها آل دارم ... وتنكح في أكفائها الحبطات .
ولا يدرك الغايات إلا جيادها ... ولا تستطيع الجلة البكرات .
فرد عليه من الحبطات فقال : .
أما كان عباد كفيا لدارم ... بلى وأبيات بها الحجرات .
راجع : ديوان الفرزدق ص 99 وعيار الشعر ص 152 ووضح البرهان 2 / 121 ) لأنه أصابه ذلك ثم سمي أولاده حبطات