توب .
- التوب : ترك الذنب على أجمل الوجوه ( من أراد التوسع في هذا المبحث فليرجع إلى ( أحياء علوم الدين ) للغزالي الجزء الرابع كتاب التوبة فقد أجاد فيه وأفاد وبين وأجمل ) وهو أبلغ وجوه الاعتذار فإن الاعتذار على ثلاثة أوجه : إما أن يقول المعتذر : لم أفعل أو يقول : فعلت لأجل كذا أو فعلت وأسأت وقد أقلعت ولا رابع لذلك وهذا الأخير هو التوبة والتوبة في الشرع : ترك الذنب لقبحه والندم على ما فرط منه والعزيمة على ترك المعاودة وتدارك ما أمكنه أن يتدارك من الأعمال بالأعمال بالإعادة فمتى اجتمعت هذه الأربع فقد كلمت شرائط التوبة . وتاب إلى الله فذكر " إلى الله " يقتضي الإنابة . نحو : { فتوبوا إلى بارئكم } [ البقرة / 54 ] { وتوبوا إلى الله جميعا } [ النور / 31 ] { أفلا يتوبون إلى الله } [ المائدة / 74 ] وتاب الله عليه أي : قبل توبته منه : { لقد تاب الله على النبي والمهاجرين } [ التوبة / 117 ] { ثم تاب عليهم ليتوبوا } [ التوبة / 118 ] { فتاب عليكم وعفا عنكم } [ البقرة / 187 ] .
والتائب يقال لباذل التوبة ولقابل التوبة فالعبد تائب إلى الله والله تائب على عبده .
والتواب : العبد الكثير التوبة وذلك بتركه كل وقت بعض الذنوب على الترتيب حتى يصير تاركا لجميعه وقد يقال ذلك لله تعالى لكثرة قبوله توبة العباد ( انظر الأسماء والصفات للبيهقي ص 99 ) حالا بعد حال . وقوله : { ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا } [ الفرقان / 71 ] أي : التوبة التامة وهو الجمع بين ترك القبيح وتحري الجميل . { عليه توكلت وإليه متاب } [ الرعد / 30 ] { إنه هو التواب الرحيم } [ البقرة / 54 ]