يد .
- اليد : الجارحة أصله : يدي لقولهم في جمعه : أيد ويدي ( انظر : سر صناعة الإعراب 2 / 729 والمسائل الحلبيات ص 163 ) . وأفعل في جمع فعل أكثر . نحو : أفلس وأكلب وقيل : يدي نحو : عبد وعبيد وقد جاء في جمع فعل نحو : أزمن وأجبل . قال تعالى : { إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم } [ المائدة / 11 ] { أم لهم أيد يبطشون بها } [ الأعراف / 195 ] وقولهم : يديان على أن أصله يدي على وزن فعل ويديته : ضربت يده واستعير اليد للنعمة فقيل : يديت إليه . أي : أسديت إليه وتجمع علي أياد وقيل : يدي . قال الشاعر : .
- 474 - فإن له عندي يديا وأنعما .
( هذا عجز بيت وصدره : فلن أذكر النعمان إلا بصالح .
وهو لضمرة بن ضمرة النهشلي والبيت في نوادر أبي زيد ص 250 ، والمسائل الحلبيات ص 30 وسر صناعة الإعراب 1 / 240 واللسان ( يدي ) ونسبه للأعشى وهو وهم ) .
وللحوز والملك مرة يقال : هذا في يد فلان . أي : في حوزه وملكه . قال تعالى : { إلا أن يعفون أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح } [ البقرة / 237 ] وقولهم : وقع في يدي عدل . وللقوة مرة يقال : لفلان يد على كذا ومالي بكذا يد ومالي به يدان . قال الشاعر : .
- 475 - فاعمد له تعلو فمالك بالذي ... لا تستطيع من الأمور يدان .
( البيت لعلي بن الغدير الغنوي وهو في المسائل الحلبيات ص 28 واللسان ( يدي ) وأمالي القالي 2 / 181 وأضداد الأصمعي ص 7 ) .
وشبه الدهر فجعل له يد في قولهم : يد الدهر ويد المسند وكذلك الريح في قول الشاعر : .
- 476 - بيد الشمال زمامها .
( البيت بتمامه : .
وغداة ريح قد وزعت وقرة ... إذ أصبحت بيد الشمال زمامها .
وهو للبيد من معلقته . انظر : ديوانه ص 176 ) .
لما له من القوة ومنه قيل : أنا يدك ويقال : وضع يده في كذا : إذا شرع فيه . ويده مطلقة : عبارة عن إيتاء النعيم ويد مغلولة : عبارة عن إمساكها . وعلى ذلك قيل : { وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان } [ المائدة / 64 ] ويقال : نفضت يدي عن كذا . أي : خليت وقوله D : { إذ أيدتك بروح القدس } [ المائدة / 110 ] أي : قويت يدك وقوله : { فويل لهم مما كتبت أيديهم } [ البقرة / 79 ] فنسبته إلى أيديهم تنبيه على أنهم اختلقوه وذلك كنسبة القول إلى أفواههم في قوله D : { ذلك قولهم بأفواههم } [ التوبة / 30 ] تنبيها على اختلافهم .
وقوله : { أم لهم أيد يبطشون بها } [ الأعراف / 195 ] وقوله : { أولي الأيدي والأبصار } [ ص / 45 ] إشارة إلى القوة الموجودة لهم .
وقوله : { واذكر عبدنا داود ذا الأيد } [ ص / 17 ] أي : القوة .
وقوله : { حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون } [ التوبة / 29 ] أي : يعطون ما يعطون عن مقابلة نعمة عليهم في مقارتهم .
وموضع قوله : { عن يد } في الإعراب حال ( انظر : البصائر 5 / 383 ) . وقيل : بل اعتراف بأن أيديكم فوق أيديهم . أي : يلتزمون الذل . وخذ كذا أثر ذي يدين ( يقال : افعل هذا أثر ذات يدين وذي يدين . اللسان ( أثر ) ) ويقال : فلان يد فلان أي : وليه وناصره ويقال لأولياء الله : هم أيدي الله وعلى هذا الوجه قال D : { إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم } [ الفتح / 10 ] فإذا يده E يد الله وإذا كان يده فوق أيديهم فيد الله فوق أيديهم ويؤيد ذلك ما روي : ( لا يزال العبد يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ( الحديث تقدم في مادة ( قرب ) ) وقوله تعالى : { مما عملت أيدينا } [ يس / 71 ] وقوله : { لما خلقت بيدي } [ ص / 75 ] فعبارة عن توليه لخلقه باختراعه الذي ليس إلا له D .
وخص لفظ اليد ليتصور لنا المعنى إذ هو أجل الجوارح التي يتولى بها الفعل فيما بيننا ليتصور لنا اختصاص المعنى لا لنتصور منه تشبيها وقيل معناه : بنعمتي التي رشحتها لهم والباء فيه ليس كالباء في قولهم : قطعته بالسكين بل هو كقولهم : خرج بسيفه . أي : معه سيفه معناه : خلقته ومعه نعمتاي الدنيوية والأخروية اللتان إذا رعاهما بلغ بهما السعادة الكبرى . وقوله : { يد الله فوق أيديهم } [ الفتح / 10 ] أي : نصرته ونعمته وقوته ويقال : رجل يدي وامرأة يدية . أي : صناع وأما قوله تعالى : { ولما سقط في أيديهم } [ الأعراف / 149 ] أي : ندموا يقال : سقط في يده وأسقط : عبارة عن المتحسر أي عمن يقلب كفيه كما قال D : { فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها } [ الكهف / 42 ] وقوله : { فردوا أيديهم في أفواههم } [ إبراهيم / 9 ] أي : كفوا عما أمروا بقبوله من الحق يقال : رد يده في فمه . أي : أمسك ولم يجب ( مجاز القرآن 1 / 336 ) وقيل : ردوا أيدي الأنبياء في أفواههم . أي : قالوا ضعوا أناملكم على أفواهكم واسكتوا وقيل : ردوا نعم الله بأفواههم بتكذيبهم