كفل .
- الكفالة : الضمان تقول : تكلفت بكذا وكفلته فلانا وقرئ : { وكفلها زكريا } [ آل عمران / 37 ] ( وهي قراءة عاصم وحمزة والكسائي وخلف . انظر : الإتحاف ص 173 ) أي : كفلها الله تعالى ومن خفف ( قرأ بالتخفيف نافع وابن كثير وابن عامر وأبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب ) جعل الفعل لزكريا المعنى : تضمنها . قال تعالى : { وقد جعلتم الله عليكم كفيلا } [ النحل / 91 ] والكفيل : الحظ الذي فيه الكفاية كأنه تكفل بأمره . نحو قوله تعالى : { فقال أكفلنيها } [ ص / 23 ] أي : اجعلني كفلا لها والكفل : الكفيل قال : { يؤتكم كفلين من رحمته } [ الحديد / 28 ] أي : كفيلين من نعمته في الدنيا والآخرة وهما المرغوب إلى الله تعالى فيهما بقوله : { ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة } [ البقرة / 201 ] وقيل : لم يعن بقوله : ( كفلين ) أي : نعمتين اثنتين بل أراد النعمة المتوالية المتكفلة بكفايته ويكون تثنيته على حد ما ذكرنا في قولهم : ( لبيك وسعديك ) ( انظر : مادة ( سعد ) وإما قوله : { من يشفع شفاعة حسنة } إلى قوله : { يكن له كفل منها } [ النساء / 85 ] فإن الكفل ههنا ليس بمعنى الأول بل هو مستعار من الكفل ( الكفل من الرجال : الذي يكون في مؤخر الحرب إنما همته التأخر والفرار . انظر : تهذيب اللغة 10 / 253 ) وهو الشيء الرديء واشتقاقه من الكفل ( لكن قال في اللسان : الكفل لا يشتق منه فعل ولا صفة ) وهو أن الكفل لما كان مركبا ينبو براكبه صار متعارفا في كل شدة كالسيساء : وهو العظم الناتئ من ظهر الحمار فيقال : لأحملنك على الكفل وعلى السيساء ( يقال : اركب لكل حال سيساءه والسيساء : ظهرالحمار ومعناه : اصبر على كل حال . راجع : مجمع الأمثال 1 / 301 ) ولأركبنك الحسرى الرذايا ( الرذايا : جمع الرذي وهو الذي أثقله المرض والرذي من الإبل : المهزول الهالك الذي لا يستطيع براحا ولا ينبعث . اللسان ( رذى ) ) قال الشاعر : .
- 391 - وحملناهم على صعبة زو ... راء يعلونها بغير وطاء .
( البيت تقدم في مادة ( عتب ) ) .
ومعنى الآية : من ينضم إلى غيره معينا له في فعلة حسنة يكون له منها نصيب ومن ينضم إلى غيره معينا له في فعلة سيئة يناله منها شدة . وقيل : الكفل الكفيل . ونبه أن من تحرى شرا فله من فعله كفيل يسأله كما قيل : من ظلم فقد أقام كفيلا بظلمه تنبيها أنه لا يمكنه التخلص من عقوبته