196 - حدثنا محمد بن المثنى قال : نا عمر بن يونس اليمامي قال : نا عكرمة بن عمار قال : حدثني أبو زميل قال : حدثني ابن عباس قال : حدثني عمر بن الخطاب قال Y لما كان يوم بدر نظر رسول الله A إلى المشركين وهم ألف وإلى أصحابه وهم ثلاث مائة وسبعة عشر رجلا فاستقبل رسول الله A القبلة ثم مد يديه فجعل يهتف بربه يقول : [ إنجز لي ] ما وعدتني اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض أبدا قال : فما زال يهتف بربه مادا يديه حتى سقط رداؤه عن منكبيه فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه ثم التزمه من ورائه وقال : يا بني الله كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك فأنزل الله D : { إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين } قال : وأمده الله بالملائكة .
وقال أبوزميل : [ فحدثني ابن عباس قال ] بينما رجل يومئذ يشتد في إثر رجل من المشركين إذ سمع ضربة بالسوط فوقه وصوت الفارس يقول : اقدم حيزوم إذ نظر المشرك أمامه فخر مستلقيا ينظر إليه فإذا هو قد خطم على شق وجهه كضربة السوط فجاء الأنصاري إلى رسول الله A فأخبره فقال : صدقت ذاك مدد السماء الثالثة فقتلوا يومئذ سبعين واسروا سبعين .
قال أبو زميل : قال ابن عباس : لما أسروا الأساري قال رسول الله A : يا أبا بكر ويا عمر ما ترو في هؤلاء الأساري ؟ قال أبو بكر : هم بنوا العم والعشيرة أن تأخذ أو نأخذ منهم فدية فيكون لنا قوة على الكفار فقال رسول الله A : يا عمر ما ترى ؟ قال : قلت : لا والله ما أرى الذي قال ابو بكر يا بني الله أرى أن تمكنا منهم فنضرب أعناقهم وتمكن عليا من عقيل فيضرب عنقه وتمكني من فلان نسيبا لعمر فأضرب عنقه فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدهم قال : فهوى رسول الله A ما قال أبو بكر ولم يهو ما قلت فلما كان من الغد جئت على رسول الله A وهو و أبو بكر قاعدان يبكيان فقلت : يا رسول الله أخبرني من أي شيء تبكي أنت وصاحبك فإن وجدت بكاء بكيت وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما فقال : أبكى للذي عرض على أصحابك من أخذهم الفداء لقد عرض علي عذابكم أدنى من هذه الشجرة لشجرة قريبة من نبي الله A فأنزل الله D : ( ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا ) فأحل الله الغنيمة لكم .
وهذا الحديث لا نعلمه يروى بهذا اللفظ عن عمر إلا من هذا الوجه