[ 5 ] بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين، واللعن الدائم على اعدائهم اجمعين الى يوم القيامة اما بعد فمن البديهيات لدى المسلمين، ان الدين - وهو المنهج الالهى الجامع للمعارف والعبادات والمعاملات والاخلاق وسياسة المدن وكل، للشرع دخل في جعله - لايعرف من كتاب الله فحسب وان زعم جمع قليل من المسلمين بدعوى - إن الحكم الا الله، اذن فالحاجة الى السنة ضرورية، والسنة عندنا معاشر الشيعة ليست منحصرة بما ورد عن النبي الاعظم صلى الله عليه وآله وسلم، بل هي اعم منه ومما ورد عن ائمتنا المعصومين صلواة الله عليهم اجمعين ينابيع الحكمة وخزنة علم الله وورثة علم النبي صلى الله عليه وآله إذ المأثور عن النبي (ص) من طرق الفريقين (السنة والشيعة) ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال أنا مدينة العلم وعلى (ع) بابها فعلى عليه السلام - وهو والد الائمة الطاهرين وراثة عليهم السلام - باب علم الرسول (ص) مدينة علم الله بماله من المعنى العام وهل يؤتى الى المدينة إلا من بابها وحيث ان أخذ معالم الدين من المعصومين واحدا بعد واحد مشافهة لكل أحد في أي زمان بانفسهم مستحيل بل تصل الاحكام الصادرة منهم والآثار ماثورة عنهم بالطرق المتعارفة العقلائية بين البشر وهى الاخبار وتختلف الاخبار وهى بالواسطة قهرا صحة وسقما، باختلاف المخبرين صدقا وكذبا ووثاقة وضعفا فاذن وجب النظر والاجتهاد والفحص الكامل والشامل في اسانيد الاخبار حيث لاعلم لا حد لغيب الله تعالى ولا اطلاع لشخص على اللوح المحفوظ إلا ما ينقل عن المعصومين عليهم السلام بالسند الصحيح فالعجب ممن يأخذ أي متن من أي ما يسمى بالخبر وان كان الخبر مرسلا أو منقولا عن سند ضعيف للجهل بحال المخبر أو لكونه مهملا في كتب الرجال ولهذا السبب أنا أحمد الله تعالى، أن وفق قرة عين الفضل والكمال والورع والتقوى العلامة المؤتمن الذكى ولدنا السيد على المكى اللبناني دامت أيام إفاداته لتقرير أبحاثنا في نقد الرجال وما بيناه في منحج الوصول الى المتون الواردة عن أهل بيت العصمة عليهم السلام من الدقة في أحوال الرجال واستنباط حالهم صدقا وكذبا من عمود الزمان وجمع القرائن التاريخية من كتب الرجال أو غيرها من الكتب مشروطا بحصول الاطمينان (النوعى) بصدق الرجل لسانا مع غض النظر عن عقايده وسائر مفاسد اخلاقه إذ المدار في الخبر على الحكاية لاعلى صفات الخبر باستثناء صفة الصدق الخاصة بلسانه لا على جوارح المخبر وأخيرا أسأل الله أن يجزى السيد السند المكى خير الجزاء وأن ينفع بمجهود، العلماء إن شاء الله تعالى ميلاد الحجة 1407 على الحسينى الاصفهانى العلامة الفاني صورة عن الاجازة الخطية للمقرر ________________________________________