[ 24 ] وكذا نجد بعضا من متأخري العامة (1) يذكر بأن الشيخ الطوسي أول كاتب في الرجال عند الامامية إلا ان واقع الحال مختلف تماما فإن البحوث الرجالية مطروحة قديما كما هي مطروحة حديثا ولكنها تختلف من حيث المضمون وطريقة البحث وسعة هذا البحوث وشمولها تبعا للحاجة ولاتساع وتطور هذا العلم على مر الزمان. ويمكننا أن نعتبر أن بداية النمو الحقيقي للبحث الرجالي تعود إلى زمن الحسن بن محبوب المولود عام 149 ه حيث ألف كتابا في الرجال (المشيخة). وربما يكون ذلك قبل هذا التاريخ (2). وهذا التاريخ قديم يعود إلى تاريخ الصادقين (عليهما السلام) تقريبا حيث كثر النقل عنهما (ع) كما كثر الوضاعون والكذابون على أهل البيت مما دعا جمعا من أعلام الطائفة للتصدي لذلك وتصنيف الكتب لتمييز المقبول والمعتمد من غيره. وفي عدة الشيخ الطوسي ما يشير إلى ما ذكرناه معمما ذلك ليشمل الطائفة حيث قال: (- انا وجدنا الطائفة ميزت الرجال الناقلة هذه الاخبار فوثقت الثقات منهم وضعفت الضعفاء وفرقوا بين من يعتمد على حديثه وروايته ومن لا يعتمد على خبره ومدحوا الممدوح منهم وذموا المذموم وقالوا فلان متهم في حديثه وفلان كذاب.. وغير ذلك من الطعون التي ذكروها وصنفوا في ذلك الكتب) (3). ________________________________________ (1) أبو زهرة في كتابه (الامام الصادق عليه السلام). (2) ذكر العلامة الطهراني في مصفى المقال جمعا من المؤلفين منهم أبو مخنف لوط بن يحيى المتوفى عام 151 ه وأجلح الكندي المتوفى عام 140 ه أو 145 ه راجع مصفى المقال ص 37. (3) عدة الاصول ج 1 ص 366. (*) ________________________________________