[ 12 ] وكان أول اجتهاده في مسألة المسح على الرجل حيث رجح قول المشهور في ان الكعب هو قبة القدم ما بين الاصابع وأسفل الساق وخالف في ذلك الشيخ البهائي حيث اختار انه أسفل الساق. كما كان (قدس الله نفسه) يتمتع بقوة حدس وذكاء وضبط يعجب ذوي الالباب فقد كان يكفي ان يزوره الشخص مرة واحدة فيتذكره ولو تمادت السنين... ولا زلت اذكر اني عندما كنت أقرأ عليه ما كتبته من تقريراته (فقه الرجال) رغم ان المرض قد أخذ منه مأخذا - كان يلتفت إلى أدق النقاط فيحذف أو يصوب. وكان رضوان الله عليه شغولا جدا في التأليف والبحث والتدريس بشكل مدهش حتى أنه وفي أيامه الاخيرة التي كان فيها في المستشفى تمم كتابه الاخير (بحث القطع والظن). وكان من غريب أموره إحاطته بمجموعة من العلوم رغم اشتغاله بالشؤون الفقهية والمرجعية فقد ألف في الفقه والفلسفة والعرفان والاصول والتفسير والعقائد والاخلاق فضلا عن نظمه الشعر. وقد تخرج من مدرسته الكثير من الفطاحل والاعاظم وخصوصا في النجف الاشرف والذين انتشروا في الآفاق لخدمة الرسالة وكان رحمه الله كثير الوعظ والارشاد لجلسائه وملاحظا ما يناسب كل شخص بحسب أحواله وتطلعاته وكان مما يوصي به طلابه عموما واللبنانيين خصوصا العكوف على طلب العلم والاصرار على تلقيه مهما كلف الامر وله عبارة معروفة للوصول إلى سدة الكمال (السهر حتى السحر). وكثيرا ما كان سيدنا يبرز تأذيه لوضع طلاب العلوم خصوصا الاذكياء منهم حيث يتركون الحوزات في أول فرصة مضيعين على أنفسهم وعلى الامة فرص الاستفادة الحقيقية منهم.. ________________________________________