[ 15 ] ومن أجل ذلك - واستجابة لرغبات كثير علماء أجلاء عقلاء - رأينا أن نتجاوز عما اقترفه الشيخ في حقنا وتركنا الامر لله، وهو سبحانه يفتح بيننا وبينه بالحق، وهو خير الحاكمين. ومن كان هذا مثله وأحواله، لو أنت اعتبرته ممن رفع القلم عنهم، الذين لا يؤاخذون بشئ مما يقع منهم، فإنك لا تبعد عن الحق، ولا تجانب الصواب. ذلك بأن رجلا مثل هذا لا يصح أن يحاسب على ما يصدر منه. وإذا كنا قد تجاوزنا عن حقنا الشخصي الذى نملكه، فإنه لا يجوز لنا أن ندع حق العلم أو نفرط في جنب الحق. فنسكت عما في هذا الكتيب مما يستوجب النقد، ورأينا حقا علينا أن نلقى عليه نظرة عابرة لا نستوفي فيها نقد كل ما جاء به مما هو مخالف للعلم والعقل والمنطق، وبخاصة فإن الذين ألفوه أساتذة كبار يعملون في جامعة إسلامية كبيرة، ويهم الناس جميعا أن يعرفوا مبلغ هؤلاء الاساتذة من العلم، ومدى بصرهم بالنقد والبحث، ولا سيما في مثل هذا الامر الخطير الذى تصدوا للكلام فيه، وهو تاريخ الحديث المحمدى - وقد فعلنا مثل ذلك من قبل عندما أمطنا اللئام عن حقيقة علم بعض أساتذة جامعة القاهرة (من الشيوخ) الذى ظهر في كتاب آخر نشر باسم (أبو هريرة راوية الاسلام) (1). ________________________________________ = للحكم على عقليته، ذلك أنه كتب تعليقا على خرافة أوتاد الارض التى ذكرت في هذه الرسالة " قال العروسى *: الاوتاد هم الرجال الاربعة الذين هم على منازل الجهات الاربع في العالم، أي الشرق والغرب والشمال والجنوب يحفظ الله تلك الجهات بهم " ! ! ونكتفى بهذا المثل وندع للعلماء (العقلاء) أن يبدوا فيه رأيهم، والرسالة القشيرية هذه التى نشرها الشيخ يقرؤها طلابه في الازهر ومريدوه وغيرهم في غير الازهر، ثم لا ننسى أنه كان عميدا لكلية أصول الدين، وهو الآن (رئيس قسم العقيدة بالازهر) - أي العقيدة الاسلامية ! ! (1) راجع ذلك في آخر هذا الكتاب. * ما نقله الشيخ عن العروسى لم يكن في الطبعات القديمة من هذه الرسالة (*) ________________________________________