[ 9 ] ولا زيد لوجه أن يتقبض ولا لنفس أن تنقبض، بل نريد لمن تمر به هذه السحابة المركومة من التقاليد أن يتحرر منها ثم يمعن في الكتاب امعان إولي الالباب (الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الالباب). لا نفصد بهذا الكتاب - شهد الله - أن نصدع هذه الوحدة المتواكبة المتراكمة في هذه اللحظة المستيقظة، بل نقصد تعزيز هذه الوحدة واقامتها على حدية الرأي والمعتقد، لتكون الوحدة على هذا الضوء أهدى للغاية وادل على القصد، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت واليه أنيب. والكرامة العقلية أسمى الكرامات التي يسعى إليها أولوا الالباب باغلى ما لديهم من أموال وأنفس ودماء، لانها السلم إلى المجد والجسر إلى الاتحاد. أما إذا شاء بعض اخواننا في الدين الاسلامي أن يصغر خده محمرا أو مصفرا فليصغ إلى هذه الملاحظات المتواضعة، وليفتنا بعدها يجدنا إن شاء الله تعالى أقرب إلى تأليف الكلمة وتوحيد الصفوف بالرغم عن هذا الشوك الذي يقض المضجع، ويخز الفكر، ويدمي الضمير، ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم. بين أيدينا الآن من هذه الملاحظات ألوان: بعضها يمس الطبائع في نواميسها وفطراتها، وبعضها متناقض متداحض، وبعضها خارج على قواعد العلم المشتقة من صلب الدين، وكثير منها تزلف إلى بني أمية أو إلى الرأي العام في تلك الايام، وبعضها خيال أو خبال، وهي بجملتها خروج على أصول الصحة في كل معانيها. فمن بلاياه أن ملك الموت كان قبل موسى يأتي الناس عيانا حتى أتى موسى فلطمه موسى ففقا عينه ! وأرجعه على حافرته إلى ربه أعور ! فكان بعد هذه الحادثة يأتي الناس خفيا !. ________________________________________